in

هل ينجح مؤتمر برلين فيما فشلت فيه مؤتمرات باريس وباليرمو وأبوظبي؟

منذ إعلان حفتر انقلابه على الشرعية في ليبيا، ومحاولته الاستيلاء بالقوة على الحكم فيها، حاول المجتمع الدولي وضع حل للأزمة الليبية والخروج برؤية سياسية تجمع كافة الأطراف في ليبيا من خلال مؤتمرات باريس وباليرمو وأخيراً أبوظبي.

الاجتماعات الدولية أوصلت الأطراف إلى الاتفاق على إقامة مؤتمر وطني جامع في مدينة غدامس في 14 من أبريل الماضي، يُتفق فيه على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية؛ إلا أن حفتر وداعميه قطعوا الطريق أمام إقامة هذا المؤتمر، وأعلنوا في 4 من أبريل بدء العدوان على طرابلس، لتستمر الحرب تسعة أشهر لم يحقق من خلالها حفتر مبتغاه، وهو ما دفع المجتمع الدولي للعودة مجدداً لطاولة الحوار وهذه المرة من برلين الألمانية؛ لمناقشة الملف السياسي، وكذلك الاقتصادي الذي طرأ مؤخراً على أجندات المؤتمر بعد إغلاق عناصر حفتر لعدد من حقول وموانئ النفط شرق ليبيا.

اتفاق وتفاؤل

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأحد، إن الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، اتفقت على مسودة البيان الختامي حول المؤتمر.

وأعرب أوغلو، خلال حديثه للصحفيين، على هامش مؤتمر برلين، عن توقعه أن يخرج مؤتمر برلين بنتائج إيجابية، لافتاً إلى أن مسؤولين من الجانب التركي شاركوا في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين.

أزمة إغلاق الحقول

دعت مسودة البيان الختامي للقمة جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية، بحسب رويترز.

وأكدت المسودة حق المؤسسة الوطنية للنفط الليبية في طرابلس الحصري في بيع النفط باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد المسموح له بذلك.

حذر أمريكي

من جهته، أبدى وزير الخارجية الأمريكية “مايك بومبيو” تخوفه من نتائج المؤتمر، قائلا إن المسألة معقدة للغاية، وكل الأطراف متشبثة بموقفها مما يجعل توقعات الجانب الأمريكي متواضعة تجاه مخرجات برلين.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت قوله، إن الصراع في ليبيا بات يشبه الصراع السوري بشكل متزايد.وفي وقت لاحق، أعلن بومبيو أنه اتفق مع وزير الخارجية التركي مولود أوغلو على ضرورة التوصل لاتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، وآلية مراقبة موثوق بها.

دعوة روسية لتجنب الأخطاء

بدوره ، ظهر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الروسية سيرغي لافروف، متخوفاً مما قد يحمله مؤتمر برلين.

وطالب لافروف، الأطراف الليبية بعدم تكرار أخطاء الحوارات الماضية، وألّا يطرحوا شروطا إضافية بعد مؤتمر برلين، موضحاً أن الاتفاق جرى على الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا وأنها لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن في الشأن الليبي.

توقعات ألمانيا “متدنية”

من جهتها أوضحت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” أن الهدف من مؤتمر برلين هو التزام الأطراف المعنية بحظر توريد الأسلحة لفتح الطريق أمام حل سياسي في ليبيا.

وأضافت ميركل، أنه يجب التعامل مع المؤتمر بتوقعات “متدنية جدا”، معبرة عن تفاؤلها الحذر بشأن فرص المؤتمر في تحقيق خطوات للأمام تنهي الأزمة الليبية، وفق ما نقلته قناة “دوتشي فيلا” الألمانية.

ورأت ميركل أن قدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين “بادرة طيبة” قد تمكننا من الاقتراب من وقف إطلاق النار.

الرؤية الأممية

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة قال، إن قمة برلين لا تسعى إلى حل المشكلة الليبية بكل جوانبها، بل إلى إنشاء مظلة دولية حامية لما سيتفق عليه الليبيون فحسب.

وأضاف سلامة، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، أن المظلة الدولية التي ستنشأ في برلين ستُفصل عن الحوار الداخلي الليبي الذي سيناقش في ثلاثة مسارات مستقبلا.

وتابع سلامة أن الليبيين سيجتمعون لمناقشة 3 مسارات، أولها المسار المالي والاقتصادي الذي بدأت اجتماعاته منذ أسبوعين، والثاني العسكري والأمني الذي نأمل أن يبدأ قريبا، والثالث السياسي الذي سيكون بين المجلسين الأعلى للدولة والنواب في مدينة جنيف أواخر الشهر الحالي.

فهل تنجح قمة برلين في بلورة حل واضح للأزمة الليبية ومحو الفشل السابق في مؤتمرات باريس وباليرمو وأبوظبي؟ وهل يلتزم حفتر الذي نقض كل العهود السابقة بمخرجات هذا المؤتمر؟ وما هي الضمانات على ذلك؟

كُتب بواسطة عادل المبروك

مؤتمر برلين، هل هو بداية حوار سياسي أو استراحة ما قبل الشوط الثاني؟

اتفاق أمريكي تركي على ضرورة وقف رسمي لإطلاق النار