بعد إعلانه الهجوم على طرابلس في الرابع من إبريل من العام الماضي، والذي كان أقنع به أتباعه والدول الداعمة له، بأنه سيدخل العاصمة خلال 48 ساعة.
تعنت حفتر وما تلا ذلك من ساعات الصفر المتعددة وساعات الحسم المتكررة طوال الـ9 أشهر انكسر بقرار اتفق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بوقف إطلاق النار.
القرار التركي الروسي مر على عدة مسارات ومشاورات ولقاءات دولية، وضغوطات مورست على داعمي الحرب في ليبيا كالإمارات ومصر لتنفيذه. الدور التركي كما هو معروف فالدور التركي كان هو الأبرز لرضوخ حفتر وداعميه لقبول وقف إطلاق النار بعدما صادق البرلمان التركي في الـ2 من يناير على الدعم العسكري لحكومة الوفاق.
وأكد أردوغان في أكثر من مناسبة أنه لن يتنازل عن دعم الشرعية في ليبيا المتمثلة في حكومة الوفاق ولن يسمح بتحول ليبيا لسوريا جديدة.
تصريحات أردوغان توجت في لقائه مع بوتين الداعم الأساسي لحفتر بقرار وقف إطلاق النار الذي رأى متابعون بأنه ماكان ليكون لولا التدخل التركي الواضح لدعم الوفاق. روسيا تضغط فبعد اتفاق بوتين مع أردوغان أخذت روسيا تمسك بزمام الأمور لتنفيذ هذا الاتفاق فمارس رئيسيها ضغوطات على داعمي حفتر الإمارات ومصر لوقف الدعم وإجبار حليفهم في ليبيا حفتر بوقف إطلاق النار.
ونشر الكرملين بعد ساعات من وقف إطلاق النار أن بوتين أجرى اتصالات مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقش معهما الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار.
الجزائر تدخل على الخط بدأ دخول الجزائر على الخط عندما أعلنت رئاستها أثناء زيارة السراج لها، بتصريح قوي بأن العاصمة طرابلس “خط أحمر” ترجو من الجميع ألّا يتجاوزه.
ودعت الجزائر إلى ضرورة العمل على تغليب الحل السياسي، والوقف الفوري للعمل المسلح والتدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، مُدينةً مجزرة الكلية العسكرية.
مراسم التوصل إلى وقف إطلاق النار بدت واضحة وكشفت أن قرارات العدوان اتخذت في أبوظبي والقاهرة وليس في الرجمة كما يدعي مناصري وإعلام حفتر.