أحيا المجلس البلدي سرت اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة لتحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم الدولة الإرهابي، بإقامة احتفالية تحت عنوان “وانتصر البنيان وعادت سرت” احتضنها مجمع قاعات واغادوغو
وقال مقدم الاحتفالية في كلمة له، إن المعركة بدأت عندما أيقظ التنظيم الأسود من عرينها بمصراته فهبوا وانتفضوا ولاحقوه من كوبري السدادة حتى حاصروه في كيلو متر مربع وحيد، وأخيرا داخل سرت، مشدداً على أن التضحيات كانت كبيرة داخل سرت عندما ارتكب جرائم بحق أهلها، قبل أن تجرفه عاصفة البنيان.
واستعرض الحفل مقطعا مصورا تضمن ممارسات التنظيم داخل المدينة حينما كان يسيطر عليها وبعض من معارك تحريرها ومشاهد الدمار التي حلت بأبنيتها ومنازلها، كما تضمن جهود الهلال الأحمر الليبي في مساعدة النازحين، وجهود لجنة النازحين في عودة أهالي المدينة وأعمال صيانة آثار الحرب.
كما تضمن عرض مقطع مصور يحمل عنوان “قصة البنيان” يحكي عملية البنيان المرصوص منذ انطلاقتها وكل معارك تحريرها.
وقال عضو المجلس البلدي سرت “إبراهيم مليطان” في كلمة ألقاها نيابة عن المجلس، إن مقاتلي عملية البنيان المرصوص ضحوا بحياتهم في مقابل أن ينعم سكان المدينة بالحرية والأمان، مُبدياً استغرابه من عدم اهتمام المجلس الرئاسي بالبلدية التي دمرت مساكنها.
وأشاد آمر غرفة عمليات البنيان المرصوص اللواء “بشير القاضي” في كلمة له بجهود أبطال التنظيم الذين قضوا على واحد من أكبر تجمعات التنظيم، معرباً عن تقديره لأسر الشهداء والجرحى والأبطال الذين لا يزالون يسطرون ملاحم جديدة في صد العدوان الظالم على العاصمة طرابلس، مشدداً على أن الجزء الأكبر من القوات التي تتصدى لعدوان حفتر هم من قوات البنيان المرصوص.
وقال المتحدث باسم قوة حماية وتأمين سرت “طه حديد” في كلمة له، إن معركة تحرير سرت من التنظيم تضاف لسجلات التاريخ، معرباً عن تقديره لجميع الأبطال الذين سطروا الملاحم لتحريرها، مضيفاً أن القوة اليوم تقوم بتأمين المدينة ودعم أجهزتها ومكافحة كل الأعمال الارهابية، مضيفاً أن سرت اليوم هي أنموذج لدولة المؤسسات بعد أن كان الظلام يخيم على شوارعها.
وأبدى “حديد” في كلمته استهداف الطيران الحربي والمسير التابع لحفتر للمؤسسات المدنية بمدينة سرت، مشيراً إلى وجود محاولات لتمكين الجنجويد من السيطرة على سرت، قائلا: “لدينا علم بكل التحركات شرقي سرت”، مضيفاً أن قواته لن تترك سرت لمرتزقة أجانب، وفق قوله,
وتضمن حفل الختام تكريم القوة بدرع الوفاء لآمر عمليات البنيان المرصوص، وآخر لآمر قوة حماية وتأمين سرت، وثالث لأسر شهداء البنيان المرصوص.
وكانت المجلس البلدي سرت قد شهد احتفالية العام الماضي بوضع حجر الأساس للنصب التذكاري لشهداء البنيان المرصوص في جزيرة الزعفران التي كان تنظيم الدولة يقيم عليها إعداماته.
يُشار إلى أن معركة تحرير سرت من قبضة تنظيم الدولة الإرهابي على يد قوات عملية البنيان المرصوص دامت 8 أشهر، قضى خلالها أزيد من 700 من مقاتلي العملية، وأصيب أكثر من 3000 آخرين.