توافق اعترافات “عامر الجقم” قائد الطائرة الحربية التابعة لعناصرحفتر التي أسقطتها قوات حكومة الوفاق في ديسمبر 2019 مع ما ورد في تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا الصادر مؤخرا يؤكد الاتهامات الموجهة لدولة الامارت بخصوص دعم حفتر .
ولفتت اعترافات الجقم الأنظار إلى حجم التدخل الإمارتي في الشأن الليبي وخاصة في العدوان على العاصمة عن طريق تواجد قوات إمارتية في قاعدة الجفرة، وتعد هذه الاعترافات دليلا قطعيا يضاف إلى عدة أدلة تبرهن بما لايدع مجالا للشك في ضلوع الإمارت في دعم حفتر، وخرقها لقرارت مجلس الأمن والشرعية الدولية .
اعترافات الجقم
ويشغل عامر يوسف محمد الجقم منصب مساعد آمر سلاح الجو لعناصر حفتر ومدير إدارة العمليات بقاعدة الوطية، وشارك بحسب الاعترافات التي نشرها المركز الإعلامي لبركان الغضب في تنفيذ غارات جوية على بنغازي ودرنة والجنوب الليبي وطرابلس.
وتحدث عامر الجقم في اعترافاته أن الطيران المسير تتم إداراته بشكل كامل من قبل ضباط إماراتيين في قاعدة الخروبة، جنوب مدينة المرج، ولديهم غرفة عمليات خاصة بهم في الرجمة، المقر الرسمي لما يسمى بالقيادة العامة .
وذكر الجقم أن الغارات التي استهدفت مصراتة ومطار معتيقة وزوارة وتاجوراء تمت بطيران حربي إماراتي، ولا علاقة للطيران الليبي بمثل هذه العمليات، كما أن ضباطا إماراتيين قتلو في قصف لقاعدة الجفرة، مما اضطر البقية لمغادرة القاعدة
تقرير الخبراء
وررد في تقرير خبراء الامم المتحدة المعني بليبيا الصادر مؤخرا أن الإمارت قامت بتوريد عديد الأسلحة لحفتر، وتشمل هذه الأسلحة مدرعات وطيران مسير من نوع وينغ لونغ Wing Loong ومنظومات صواريخ أرض جو بهدف توفير الغطاء الجوي لقاعدة الجفرة .
وأضاف تقرير الخبراء أنه من غير الممكن قيام عناصر حفتر بتشغبل منظومة الطيران المسير، والتي تحتاج إلى وقت كبير من التدريب والتعليم، وبالتالي يعتقد الخبراء أن هناك فرقا أجنبية تقوم بتشغيلها، وهو ما يتوافق مع اعترافات الجقم عنما قال بأن الطيران المسير تتم إدارته بشكل كامل من قبل الإمارات.
وذكر فريق الخبراء أن الطيران المسير التابع لقوات حكومة الوفاق قام بقصف طائرتي شحن عسكريتين في قاعدة الجفرة، وتسببت في تدميرها تعتقد حكومة الوفاق أنهما قادمتان من الإمارات ، وهو ايضا ما أقر به عامر الجقم في اعترافاته.
اتهامات محلية
وكان عدد من المسؤلين بحكومة الوفاق قد اتهموا دولة الإمارت بدعم حفتر في عدوانه على العاصمة طرابلس في أبريل الماضي، فقد قال رئيس حكومة الوفاق فائز السراج على هامش اجتماع الأمم المتحدة في نيورك في سبتمبر، إن ليبيا تمر بأزمة خطيرة بسبب تدخل أجنبي سلبي”، من دولة الإمارات التي “سمحت لنفسها بأن تكون منصة إعلامية ” للميليشيات” ودعم حفتر في العدوان على العاصمة .
وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في وقت سابق، إن قوات الجيش غنمت من عناصر حفتر عربات مصفحة وغير ذلك، وهي إماراتية، وجاءت بتواريخ حديثة بعد الحظر، وهي أسلحة قتالية.
واتهم وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا الإمارت صراحة باحتلال قواعد جوية واستعمالها في قصف الليبيين كقاعدة الخروية وقاعدة الجفرة .
ويتساءل متابعون عن إمكانية إدانة هذه الخروقات والعمليات الإجرامية بعد كل هذه الأدلة الواضحة والمثبتة بتقرير فريق خبراء الأمم لمتحدة، وباعترافات الطيار الجقم وبغيرها من الحقائق الملموسة على الأرض، وهل سيجد المعتدون عقابا على كل هذه الجرائم في قابل الأيام؟