in

فيروس يقتل ربع مليون إنسان سنويا.. ما هو؟

ينتمي فيروس “روتا” (Rota Virus) إلى عائلة فيروسية تسمى “روتافيريدي” (Rotaviridae)، وتوجد منه تسعة أنواع، وهو فيروس حلقي أو دائري الشكل.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذا الفيروس يتسبب في وفاة ما بين 215 و250 ألف شخص سنويا، وذلك بسبب الجفاف الذي يسببه الإسهال الذي يحدث جراء الإصابة به، خاصة بين الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح المضاد له، الذي يمكن أن يوفر حماية للأطفال تصل إلى 90%.

وفي مقاله على موقع منظمة المجتمع العلمي العربي، كتب الدكتور رضا محمد طه أن فيروس روتا شديد العدوى، حيث إنه ينتشر بسهولة بين الأطفال من سن ثلاثة أشهر وحتى 35 شهرا، خاصة في دور الرعاية والحضانات والمدراس، حيث يمكث الأطفال وقتا طويلا في تلك الأماكن.

وينتقل الفيروس عبر الأيدي الملوثة بالبراز؛ أي غير المغسولة جيدا، حيث يحتوي الغرام الواحد من براز المصاب على أكثر من عشرة تريليونات جزيء فيروسي معد، في حين يكفي ما بين 10 و100 جزيء من فيروس روتا لإحداث العدوى.

طعام ملوث وينتقل الفيروس أيضا عبر الطعام الملوث، خاصة ما يقدم من وجبات في الرحلات وغيرها، وكذلك عن طريق استخدام الحمامات العامة غير النظيفة وحمامات السباحة، وقد ينتقل الفيروس من الأطفال ليصيب البالغين أيضا في المناطق الموبوءة، خاصة في البلدان الفقيرة التي تفتقر لمياه الشرب النظيفة.

وقال الدكتور طه -وهو أستاذ مساعد في الميكروبولوجيا في كلية العلوم بجامعة الفيوم- إن الفيروس قادر على البقاء حيا ساعات طويلة ونقل العدوى عبر الأيدي الملوثة، خاصة الأطفال الذين يضعون أصابعهم في أفواههم باستمرار، كما يبقى الفيروس على أسطح الأشياء لمدة أسابيع محتفظا بقدرته على نقل العدوى، إذا لم يتم تنظيف تلك الأسطح أو الأواني أو الأدوات الملوثة بالفيروس جيدا بالمطهرات ذات الفعالية الفائقة.

ويتسبب الفيروس في التشفير لإنتاج نوع من السموم داخل الأمعاء “إنتيروتوكسين” (Enterotoxin)، مكونا من الجليكوبروتين، ويسمى اختصارا “NSP4″، ويتسبب هذا السم في عمل خلل في التوازن بين عنصري الكالسيوم والصوديوم؛ مما يترتب عليه فقدان الجسم السوائل في صورة إسهال شديد.

وتتضمن أعراض الإصابة بالفيروس -إلى جانب الإسهال المائي الشديد- القيء والحمى والألم في البطن، كما يتسبب الفيروس أيضا في إصابة المعدة والأمعاء بالالتهاب (Gastroenteritis)، وقد تؤدي الإصابة به إلى الوفاة إذا لم يخضع المريض للعلاج الصحيح.

دراسات وقد تستمر الأعراض إلى ما يقرب من ثمانية أيام، مما يستدعي العلاج السريع أولا عن طريق الحقن بالمحاليل منعا لمخاطر الجفاف، وحسب ما يصفه الطبيب المختص.

وتوجد العديد من الدراسات المنشورة عن فيروس روتا، والطريقة التي يعمل بها، وطرق علاجه، وما يسببه من أعراض، خاصة الإسهال.

وتصف دراسة -قام بإجرائها باحثون من معهد العلوم الطبية الحيوية بجامعة ولاية جورجيا في أطلانطا بالولايات المتحدة، ونشرت في مجلة “الخلية” في أكتوبر 2019- الآلية التي يقاوم بها المصاب الفيروس، وكشفت نتائجها عن نوع من البكتيريا الخيطية المجزأة الموجودة بشكل طبيعي ضمن ميكروبيوم الشخص في الأمعاء، وتسمى اختصارا “إس إف بي” (SFB)، وهي العامل المحدد لمقدرة المصاب بالفيروس على المقاومة والتخلص من الفيروس، حيث تعمل تلك البكتيريا على تقليل ما يحدثه فيروس روتا من تدمير للخلايا، وذلك بمساعدتها باستمرار في تغيير الطبقة الحرشفية للأمعاء التي يوجد فيها الفيروس.

ويعد فريق البحث هذا الأمر خطوة مهمة لتفسير الآلية التي تتمكن بها تلك البكتيريا من طرد الفيروس مع الفضلات، ويسعى العلماء لمحاكاة هذه الآلية لإيجاد علاج فعال للتخلص من هذا الفيروس.

المصدر : مواقع ألكترونية

كُتب بواسطة raed_admin

جهاز النهر: وصول المياه لمصراتة وزليتن الجمعة

السراج يدعو المتدخلين الداعمين للحرب في ليبيا إلى ترك الليبيين وشأنهم