بعد فشل حفتر في السيطرة على العاصمة، والانقلاب على الحكومة الشرعية منذ أبريل المنصرم، واستعانته بالآلاف من المرتزقة الروس، وهوما أكدته صحف ووكالات دولية؛ الولايات المتحدة الأمريكية في بيان لها عقب حوار أمني بينها وبين وفد حكومة الوفاق يرأسه وزير الداخلية فتحي باشاغا في واشنطن، تدعو قوات حفتر إلى إنهاء هجومها على العاصمة طرابلس و إلى تعزيز السلطة الشرعية في ليبيا المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني، وإلى معالجة القضايا الرئيسية للصراع فيها.
الوفد الأمريكي الذي أجرى معه الوفد الليبي محادثات، والذي مثل عددا من الوكالات الحكومية الأمريكية، أكد دعمه لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها في وجه محاولات روسيا استغلال الصراع ضد إرادة الشعب الليبي.
عدد من الكتاب والمحللين للشأن الليبي توافقوا بأن هناك تغير واضح في الموقف الأمريكي تجاه الصراع الدائر على تخوم العاصمة، وتصدي قوات الجيش الليبي لعناصر حفتر ومرتزقته والدول الداعمة له.
الولايات المتحدة جاده هذه المرة
الكاتب والمدون الليبي فرج فركاش أشار إلى أن الولايات المتحدة جادة هذه المرة في لجم التدخل الروسي في شمال إفريقيا خاصة بعد تسرب أنباء عن توجيه رسالة تحذير شديدة اللهجة للنظام المصري بالتخلي عن صفقة الطائرات الحربية التي تنوي مصر توقيعها مع روسيا إضافة إلى تهديد مصر بوقف المساعدات الأمريكية لو وُقعت الصفقة.
وأوضح فركاش أن الولايات المتحدة تدرك أيضا أن الوضع في طرابلس ما قبل الحرب لا يمكن أن يستمر، وهذا ما يُتوقع من مخرجات مؤتمر برلين لو تمكنت ألمانيا من عقده قريبا، وأن على حكومة الوفاق استغلال هذا التقارب الأمني مع الجانب الأمريكي، في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية ودمج أفراد الكتائب المسلحة في هذه المؤسسات.
تغير ملحوظ
لم يكن رأي الكاتب الصحفي عبدالله الكبير بعيدا عن فركاش؛ فقد أكد أن بيان الخارجية الأمريكية به تغير ملحوظ في الموقف الأمريكي، والإشارة بوضوح إلى التدخل الروسي يبين أن هذا التدخل مقلق جدا لأمريكا.
وأورد الكبير في تصريح للرائد، أنه من المتوقع أن ينعكس هذا التحول الأمريكي في مؤتمر برلين، موضحا أن العودة الأمريكية للملف الليبي يعني نجاح مؤتمر برلين في الخروج بتوصيات قوية يمكن ترجمتها بقرار من مجلس الأمن.
وضوح موقف واشنطن
الكاتب علي أبوزيد قال إن هذا البيان هو بداية الوضوح الفعلي لموقف واشنطن من حفتر، والمأمول أن يتطور هذا الموقف بشكل أكثر حسماً في مؤتمر برلين، مضيفا أن حكومة الوفاق مطالبة بتطوير علاقاتها مع واشنطن لتتجاوز التنسيق والتعاون الأمني إلى الشراكة الاستراتيجية الدائمة من خلال التعاون على مختلف الأصعدة خاصةً الاقتصادي.
وبينّ أبوزيد في تصريح للرائد، أن الضغط على حفتر في محاور القتال سيجعله أكثر ارتباكاً واضطراباً وهو ما سيؤدي إلى تخلي داعميه عنه بالكلية.