في مقابلة خاصة مع الرائد تحدث مدير مستشفى طرابلس الجامعي نبيل العجيلي عن أعمال الصيانة التي أجريت لبعض الأقسام بالمستشفى، وافتتاح أقسام أخرى وتزويدها بأجهزة حديثة، إضافة إلى المعاناة التي تواجه عمل المستشفى، وتحسن الوضع الأمني بداخله.
-في الفترة الأخيرة أعلن المستشفى افتتاح وصيانة عدد من الأقسام، فماهي الأقسام التي افتتحت مؤخرا؟
في الحقيقة هناك مجموعة من الأقسام افتتحت جديدا، وأخرى قمنا بصيانتها كان أولها قسم غسيل الكلى بسعة 20 كرسيا افتتح في شهر مارس الماضي وإلى اليوم قام بعدد 8 آلاف غسلة، ودعمنا قسم القسطرة القلبية، وزودنا قسم قسطرة الكبار والأطفال بجهاز جديد من أحدث الأجهزة في شمال إفريقيا في أبريل الماضي ويعمل على 3 أقسام، أما بالنسبة لقسطرة الكبار فيقوم بعمليات القسطرة وتركيب دعامات وإلى الآن أجرى 600 عملية قسطرة، وكان من الممكن مضاعفة العدد لو تمكنا من توفر باقي الدعامات والمعدات هذا من غير تركيب منظمات نبض القلب ونعمل الآن على تحديث وتطوير جهاز آخر للقسطرة ليصبح لدينا جهازين، فالأخير يكون مختصا بالقسطرة التشخيصية وغيرها، والأول يكون مختصا بقسطرة الدماغ.
أما بالنسبة لقسطرة الأطفال فأجرينا 6 عمليات لهم كان من المقرر أن نقوم بعمليات قلب مفتوح لهم ولكن بوجود الجهاز المتطور أجريت لهم قسطرة ونتائجها جيدة والأطفال بصحة جيدة، وفي يونيو الماضي قمنا بإجراء 19 عملية قسطرة لأطفال لديهم تشوهات خلقية في القلب وبوجود الجهاز الجديد قمنا بعمليات متقدمة في قسطرة الأوعية الدموية بمعدل حالتين في الأسبوع.
قسم جراحة القلب الكبار يعتبر قسما حيويا، وكان معطلا لمدة 5 سنوات، جهز القسم بالكامل بغرفة عناصة جديدة وخاصة وغرفة عمليات وجهاز قلب ورئة صناعية وطاولة عمليات جديدة وإلى الآن قمنا بإجراء 75 عملية وهذا بتعاون القطاع العام والخاص وتمويلٍ من شركة المدار الجديد.
قسم جراحة قلب الأطفال هو القسم الوحيد الذي يعمل في البلاد فقد بلغ عدد العمليات في الأسبوع 6 حالات وكلها خطيرة، فيتراوح عدد الأطفال من 6 شهور إلى 13 سنة، وتكللت كلها بالنجاح رغم نقص المعدات في السابق ولكن منذ حوالي سنة توفرت كل المعدات والأجهزة والإمكانيات.
قسم العظام نعمل على صيانته فنقوم بتجهيز غرفة تسمى ما تحت العناية الفائقة والعناية والعنبر للحالات المعقدة خاصة أن غرف العناية أحيانا تكون ممتلئة بالحالات وهذه الغرفة قاربت على الانتهاء ونتعاون مع وزارة الصحة؛ لتوفير الإمكانيات الكاملة للقسم ليعمل بكامل طاقته فيما يخص زراعة المفاقل والذي تعتمد الدولة فيه على القطاع الخاص بتكلفة غالية جدا.
قسم الإسعاف قمنا بصيانته على مراحل؛ لأننا لا نستطيع إغلاقه، وانتهينا من الجزء الاول وافتتح الإسعاف العادي للمرضى، وبسبب إغلاق المستشفيات الأخرى للاسعاف أصبح لجميع حالات الإسعاف حيث بلغ عدد المترددين عليه يوميا 600 حالة مختلفة الإصابة حتى وصل العدد في 3 شهور إلى 16 ألف و400 حالة في الإسعاف فقط.
أما بالنسبة للعيادات والأقسام الأخرى فبلغت 22 ألف حالة في الشهر الواحد، وقل هذا العدد بعد ما بدأت المستشفيات الأخرى وبعض المستوصفات في استعادة عافيتها؛ لأن السنة الماضية وصلت إلى 34 ألف حالة في الشهر.
قسم العيون إمكانياته كانت بسيطة ننتظر وصول قافلة طبية تحمل أجهزة ومعدات جديدة مع وصول أجهزة لقسم جراحة الوجه والفكين والاستعانة ببعض الزوار والخبرات الليبية لتنشيطه.
قسم الأشعة التشخيصية تحصلنا على موافقة لتطويره، ونعمل على إضافة جهاز رنين آخر؛ نظرا لقدم الأول، ووفرنا بالقسم جهازين للتصوير المقطعي لحالات الإسعاف واحد بـ 32 شريحة للجرحى، والآخر 160 شريحة، بالإضافة إلى أجهزة الأشعة الرقمية الجديدة، وتطوير وصيانة القسم بالكامل وتركيب محطات للدكاترة والمنظومة.
قسم النساء والولادة اضطررنا الفترة الماضية لإغلاقه؛ لأنه في حالة سيئة جدان وهو الآن بدأت صيانته رسميا اليومين الماضيين، وتولت صيانته 3 شركات ليجهز بأحدث الأجهزة والمعدات.
–كيف هي أوضاع المستشفى المالية والإدارية الآن؟
ميزانيات الصحة تقدم للإمداد الطبي والمراكز تستلم منه المواد والمستلزمات والتجهيزات والأدوية وشراء الاحتيجات تتم كلها عن طريق الإمداد، الميزانية الوحيدة التي يستلمها المركز ميزانية المرتبات والتسييرية وتحسين الخدمات، ولكن الأوضاع المالية سئية جدا، وميزانية تحسين الخدمات للعام الحالي لم تصل حتى اليوم.
مثال ذلك السنة الماضية قمنا بطلب 58 مليون؛ للإعاشة وصيانة الأجهزة الطبية والهيدوميكانيكية والنظافة فوافقوا على 30 مليون، وخُصص لنا 16، ولم يصلنا إلا 8 ملايين فقط، وقرُب نهاية السنة؛ عليه فنظام الميزانيات يحتاج تنظيما.
-يعتمد المستشفى على التمريض من العمالة الأجنبية فهل تغطي أعداد عناصر التمريض احتياجات المستشفى وكم عدد العمالة الآن؟
العمالة الأجنبية بالمركز كانت 2400 عنصر تمريض ونظرا لعدم دفع مستحقاتهم ومرتباتهم أصبح العدد يقل، حين استلمت المركز كان به 139 عنصرا في سنة 2015؛ ولأنهم لم يسمحوا لهم بتحويل مرتباتهم لبلدانهم قل العدد الآن إلى 30، والباقي استقال وهذا العدد مهدد بالاستقالة إذ لم تدفع لهم رواتبهم المتوقفة منذ سنة وشهرين.
لذلك الآن نعاني من مشكلة التمريض؛ لأنها أزمة، وقمنا ببعض الحلول منها فتح باب القبول لكل من لديه شهادة تمريض، ونقوم بتدريب المسعفين لتقديم بعض الخدمات للممرضين؛ لأنه كان من المفترض في غرف العناية أن يكون لكل سرير ممرضة في كل 8 ساعات يعني 3 ممرضات على 3 مناوبات، والآن لا نملك هذا العدد اضطررنا بأن نأتي بممرضة واحدة وتعمل معها 4 مسعفات؛ لتقديم المساعدة.
والحل الآخر قمنا باستجلاب ممرضات من القطاع الخاص للعنايات والإسعاف خاصة الجرحى ولقسم الأورام أطفال وكبار وتدفع لهم مرتباهم بالساعة وعددهم محدود؛ نظرا للميزانية المحدودة، وتصرف لهم من ميزانية تحسين الخدمات، بالإضافة إلى عمل خريجات كلية التمريض الدفعة الأخيرة.
–قسم الأورام من أهم الأقسام بالمستشفى؟ ماهي أبرز الصعوبات التي تواجهكم داخله؟ وهل هناك دراسات عن أسباب تزايد الإصابة بالسرطان في السنوات الأخيرة ؟
قسم الأورام يعتبر الآن في تحسن شديد مقارنة بالسنة الماضية الصعوبات كانت في عدم وجود أدوية وكان يصرف على القسم عن طريق التبرعات والتعاقدات الخاصة مع بعض الصيدليات، ولكن لا يمكن تسيير قسم بهذه الطريقة خاصة، وأنه قسم حساس جدا فأصبح الآن الإمداد الطبي يورد في أدوية ويوفر معدات وأجهزة وشملته الصيانة.
وبالنسبة للتمريض انحلت إشكاليته بجلب ممرضين من القطاع الخاص. والآن هو القسم الوحيد الخاص بالأطفال في المنطقة الغربية فيأتي إليه المواطنون من أغلب المدن الغربية قمنا بتخصصيص قطعة أرض داخل حدود المركز وجهزنا تصميما خاصا لعيادة أورام الأطفال، ولكن لم يحصل فيه أي شيء بعد؛ لأننا لن نستطيع تشغيله بدون عنصر التمريض ومن ضمن الخطط للأورام تجهيزه بعملية زراعة النخاع التي يصرف عليها في القطاع الخاص والخارج بالملايين.
وبالنسبة لعدد الإصابات بالأورام فهي تقاس بمدى جودة الرعاية الصحية وليس بالعدد، نسبة الإصابة به في ليبيا بمعنى 100 إصابة في كل 100 ألف على حسب عدد السكان، وهذا لا يعني أن عدده قليل، ولكن المسح الذي يقام عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية ضعيف.
-إحدى الخطط التي أطلقتها وزارة الصحة توطين العلاج بالداخل فما دور المستشفى في تنفيذ هذه الخطة؟ وهل هناك إحصائيات للحالات التي طبق عليها؟
نعم توجد حالات طبقت عليها هذه الخطة في القطاع الخاص ولكن للأسف الشديد الميزانية التي خصصت لتوطين العلاج تصرف للمصحات الخاصة، نحن كمركز طرابلس الطبي لم يصلنا منها شيء.
ماهو معدل العمليات الكبرى، والمتوسطة التي أجريت بالمركز الطبي منذ مطلع العام؟
في السنة الحالية 2019 العدد زاد بشكل كبير، والآن لا يحضرني العدد الصحيح ولكن في غرف العمليات المركزية حوالي 30 حالة في اليوم الواحد.
–هل هناك تعاون أو اتفاق توأمة مع مستشفيات عالمية وجلب عناصر طبية؛ لإجراء العمليات الكبيرة والمستعصية داخل المسشفى؟
نحن لدينا مشكلة كبيرة في الميزانية؛ لذلك لانستطيع في الوقت الحالي عمل مثل هذه الاتفاقيات، وهناك اتفاقيات ولكنها مجمدة.
–ماذا عن الوضع الأمني داخل مرافق المسشتفى؟
قسم الإسعاف يعتبر من أخطر الأقسام من الناحية الأمنية نحن قمنا بتفعيل كافة الأجهزة الأمنية الرسمية في المستشفى منها الأمن الداخلي والخارجي والاستخبارات العسكرية، ووزارة الداخلية تتعاون معنا؛ لذلك الوضع الأمني الآن في تحسن عن السنوات السابقة.
–هل توجد لديك إضافة حول أي معلومة أو شيء جديد في المستشفى؟
نعم، قمنا بفتح 5 مختبرات جديدة وذلك بنظام جديد تحت مسمى “السعر مقابل اختبار” عبر العديد من الشركات العالمية الخاصة قامت بتجهيز مختبرات خاصة بها على حسابها فيها أحدث ما توصل إليه العلم فمنها تحاليل مختصة بالكيمياء العضوية وتحاليل الدم والغازات في الدم والأحياء الدقيقة والبكتيريا والعدوى وتجلطات الدم وتحليلات المناعة وفيتامين دي؛ وذلك بالمجان، والمركز يقوم بالدفع على كل تحليل 65 قرشا للشركة، وهذا يوفر على الدولة قيمة كبيرة فوصل عدد التحاليل في الأسبوع الواحد 20 ألف تحليل.
وقامت إحدى الشركات بفتح مختبر آخر في قسم الإسعاف للحالات الطارئة يعمل على مدى 24 ساعة.
-هل تريد تقديم مناشدة عبر شبكة الرائد؟
طبعا، نأمل من الجهات الرسمية التسريع في حصول المركز على ميزانتيه واحتياجاته في وقتها لتوفير الخدمات الكاملة للمواطن وتوفير عبء الدفع للقطاع الخاص، وتسهيل إجراءات الأجانب؛ لأنها تسبب في أزمة لا داعي لها.