صرح قائد عملية الكرامة خليفة حفتر بأن مهمة عناصره في غرب ليبيا، وتحديدا جنوب العاصمة طرابلس، هي استنزاف قوات الجيش الليبي، لكنه تناسى أن عملية الاستنزاف كلفته مقتل كثير من قادته وفقدان غريان وكامل العزيزية وعدة مناطق أخرى.
نُشطاء ومدونون عدة تناولوا تصريح حفتر بشكل ساخر، ونشروا تصريحاته رفقة أسماء القادة الميدانيين الذين فقدهم حفتر في محاولة دخوله للعاصمة، إضافة إلى الأماكن التي كانت تحت سيطرته واستعادتها منه قوات الجيش الليبي.
غريان
ففي بداية عدوانه على العاصمة، قررت قوة حماية غريان الانسحاب من المدينة وعدم الاشتباك مع عناصر حفتر؛ خوفًا من سقوط قتلى من المدنيين أو التسبب بأضرار كبيرة داخل المدينة.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر من انسحابها عادت قوة حماية غريان رفقة عدد كبير من قوات الجيش الليبي واستعادت المدينة في أقل من 6 ساعات، واستحوذت على غرفة العلميات الرئيسية لعناصر حفتر في المنطقة الغربية التي هرب منها مسرعًا آمرها عبد السلام الحاسي.
مقتل الكاني
بعد سقوط غريان وكسب الجيش الليبي لعدد من المواقع الجديدة جنوب طرابلس، تلقى حفتر ضربة جديدة موجعة بعد فقدانه لآمر ما يُعرف بـ “اللواء التاسع” عبدالوهاب المقري، والقائد في عناصره محسن الكاني وشقيقه عبد العظيم، وهما من أبرز المدنيين المقاتلين ضمن صفوف حفتر.
هذه الخسارة أغضبت حفتر ومناصريه مما دفعه لاستهداف المرافق المدنية داخل العاصمة طرابلس، في محاولة لرفع معنويات مؤيديه في المنطقة الغربية.
تقلص القادة وظهور “فاغنر”
اضطر حفتر بعد هذه الضربات الموجعة إلى تعويض نقص المقاتلين في صفوفه، فاستعان بأكثر من 300 مرتزق روسي، في محاولة لاختراق السد الذي تشكله قوات الجيش بأي طريقة.
وفي الأيام الأولى لهم في محاور القتال، تلقى حفتر ضربة ثالثة بعد مقتل أكثر من 35 مرتزقا في غارة جوية لطيران سلاح الجو الليبي، وهو ما تناولته صحف عالمية عدة، أبرزها الصحافة الروسية التي كشفت الغطاء عن أنواع الدعم الروسي المُقدم لحفتر وفشله في الاستفادة منه.
والآن وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على إعلان العدوان على العاصمة، باتت كل المؤشرات تُفيد بأن حفتر فشل في بسط سيطرته بقوة السلاح، وهو ما دفع الكثير من داعميه، لاسيما الدول الأجنبية، للبحث عن مخرج له لحفظ ماء وجهه.