لم يتوقف حفتر يوما عن توجيه ضرباته الجوية من طائراته المسيرة أو بفوهات قذائف عناصره تجاه المدنيين العزل الذين خصّهم بخطابه المشؤوم منذ إعلان حربه على العاصمة الليبية في أبريل المنصرم بقوله “ادخلوها آمنين، ومن لازم بيته كان آمنا”.
من هنا انطلق مشروع حفتر الانقلابي على شرعية الدولة المعترف بها دوليًّا، بعد فشله في تحقيق طموحاته السلطوية ضمن المسار السياسي. لم يتقاعس حفتر في توجيه أعنف وأقوى ضرباته نحو المدنيين، سواء أكانوا في منازلهم أم في الفضاءات العامة، والقائمة تشمل المنشآت المدنية والمستشفيات والنوادي ومنازل المواطنين.
استهداف نادي الفروسية بجنزور لم يكن الأول ولا الأخير، وهو الذي أدى إلى إصابة أطفال كانوا يمارسون الفروسية ونفوق عدد من الخيول، تبعه قصف منزل عائلة قشيري بمنطقة الفرناج الذي راح ضحيته 3 شقيقات وأصيبت أمهن وأختهن بجروح خطرة مطلع سبتمبر الحالي.
ولم يرتوِ حفتر بهذه الدماء بل ارتكب مجزرة أخرى بعائلة الزليتني في 22 أكتوبر راح ضحيتها طفلتان وأصيبت شقيقهما إصابة خطرة.
حفتر من قصف المدنيين
منظمة العفو الدولية أفصحت عن تلقيها معلومات تبيّن أن عناصر حفتر هي من أطلقت 6 صواريخ “غراد” على عمارات حي الأكواخ وحي الانتصار في الـ 16 من أبريل الماضي مما أسفر عن مقتل مدنيين.
المنظمة، في تقرير لها نشرته أمس الثلاثاء، حمّلت حفتر وعناصره وطيرانه مسؤولية استهداف بعض سيارات الإسعاف والمستشفيات الميدانية التي تستخدم لنقل الجرحى وعلاجهم، مشددة على أنها ليست أهدافًا عسكرية، وأنها تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأشارت المنظمة إلى أن الهجوم الذي شنه حفتر في يوليو الماضي على مستشفى ميداني قريب من مطار طرابلس الدولي وأسفر عن مقتل 5 من الأطباء والممرضين والمسعفين ـ كان بطائرة مسيرة صينية الصنع من طراز “يونغ لونغ” التي تقوم دولة الإمارات بدعم حفتر بها.
الوضع تدهور منذ حرب حفتر
الباحثة في الشؤون الليبية بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” حنان صلاح قالت، إن الوضع تدهور منذ حرب حفتر على العاصمة، مشيرة إلى أن قائمة الانتهاكات الخطية في ليبيا طويلة، وتتجاوز التعذيب والاعتقال التعسفي.
وأضافت صلاح أنه مع غياب سلطة مركزية ارتكبت الجماعات المسلحة جرائم ضد حقوق الإنسان دون عقاب، أبرزها عملية الكرامة العسكرية، والحرب التي تلتها في طرابلس.
اليونيسيف تدين استهداف حفتر للأطفال
منظمة “اليونيسف” أدانت مقتل أطفال جراء استهداف عناصر حفتر منزلهم في منطقة صلاح الدين بقذائف هاون، وقبل ذلك في منطقة الفرناج. وأضافت المنظمة، في بيان لها، أن الأطفال في ليبيا يواصلون دفع الثمن الأغلى للعنف في عدد من المناطق الغربية لليبيا، مؤكدة أن الأطفال ليسوا هدفا، ويجب حمايتهم أينما كانوا.