ينطلق غدا الأحد العام الدراسي الجديد في أغلب المدن الليبية وسط أزمات عدة تشهدها البلاد وتنعكس على أرباب الأسر الذين أثقلت كاهلهم مصاريف الدراسة المتنوعة بين أزياء مدرسية وقرطاسية وغيرها.
شبكة الرائد حاورت بعض أولياء الأمور وأصحاب القرطاسيات للوقوف على استعداداتهم للعام الدراسي الحالي.
غلاء القرطاسية
يقول المواطن “معيتيق محمد” – 45 عاما – “أعول 6 أبناء يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، ومرتبي لا يتجاوز 900 دينار، فكيف لي أن أوفر احتياجاتهم للعام الدراسي بمرتب كهذا؟!”
ويضيف معيتيق، في حواره مع الرائد، أن ظروفه دفعته لشراء قرطاسية وأزياء مدرسية لأبنائه بالدين، مطالباً الحكومة بالانتباه للمواطنين، وحلحلة معاناتهم، وصرف مرتباتهم شهرياً، مشيرا إلى أن مخصصات أرباب الأسر التي تحصل عليها العام الجاري ساعدته على سداد ديون سابقة.
رأي آخر
لكن المواطن “آدم سالم” الذي يعول 6 أبناء أيضاً، ذهب، في حديثه، إلى ضرورة التركيز على استقرار الوضع المعيشي للمواطنين قبل الحديث عن مصروفات دورية تثقل كاهل رب الأسرة.
وطالب “سالم”، في حديث مع الرائد، الدولة بصرف مرتبات الأسر شهرياً ليتمكنوا من شراء ملابس لأبنائهم واحتياجاتهم من القرطاسية قبل انطلاقة العام، كما طالب أصحاب محال الملابس بجلب بضائع بالجودة نفسها والسعر ذاته؛ حتى لا تنشأ فروق بين التلاميذ، حسب رأيه.
أقل بكثير
وفي المقابل، يرى مدير قرطاسية الازدهار بمصراتة “إسماعيل عويدات”، أن سعر القرطاسية لهذا العام أقل مقارنة بالعام الماضي، وعزا السبب إلى انخفاض سعر الدولار، مضيفا أن الحقيبة التي كان سعرها العام الماضي 50 ديناراً أصبح سعرها 35 ديناراً فحسب، وأن علبة أقلام الرصاص انخفضت من 7 دنانير إلى 5 دنانير.
وأكد “عويدات” للرائد أنهم يراعون الأحوال المعيشية للمواطنين، إلا أنه لم يُخفِ أن تعامله بالآجل يقتصر على الزبائن المنتظمين فقط، مطالباً المصارف التجارية بمراعاتهم ليتمكنوا من مراعاة المواطن، حسب وصفه.
في المتناول
ويتفق مدير محل الخضوري للتسوق بمصراتة “إبراهيم الخضوري” مع سابقه، في أن أسعار هذا العام أفضل من الماضي، ويضيف أن سعر الزي المدرسي للبنات “الجوليه” انخفض إلى 90 ديناراً بدلاً من 115 في العام الماضي، وأن سعر زي الأولاد “القرمبولي” بلغ 38 ديناراً بدلاً من 48 ديناراً للعام الماضي.
وردّ محدثنا على طلب المواطن “آدم سالم” جلب بضائع بالسعر والجودة نفسها قائلا “من الصعب التحكم في ذلك؛ لوجود اختلاف في جودة القماش المستورد بين التركي والصيني”.
انتقاد واستغراب
لاقى منشور لأحد مدارس مصراتة على صفحتها الرسمية على فيسبوك، يؤكد ضرورة التزام طلابها بزي دراسي موحد ـ موجة انتقاد واستغرابا من بعض أولياء الأمور الذين طالبوا بعدم تقييدهم بزي موحد.
مدير مدرسة الغيران الثانوية “حسن فرحات” رد على ذلك وأكد أن إدارته لا تلزم الطلاب بزي معين بل تطالبهم بارتداء زي لائق، معرباً عن تضامنه مع أولياء الأمور الذين يعانون لتوفير مصروفات العام الدراسي.
دون فروق
لا يتفق مراقب تعليم بلدية مصراتة “إسماعيل عبيد” مع من يرى ضرورة عدم اشتراط إدارات المدارس زياً موحداً، ويقول إن اشتراطه سيؤدي إلى انعدام الفروق بين التلاميذ في لون وسعر ما يلبسونه.
ولم يتوقع “عبيد” عدد الطلاب الذين من المتوقع أن تستقبلهم مدارس مصراتة للعام الجاري، إلا أنه قال إن عدد التلاميذ الذين التحقوا بالصف الأول ابتدائي للعام الماضي بلغ 10 آلاف تلميذ.