in

جرحى الجيش في تونس بين الإهمال وسوء المعاملة

احتج بعض جرحى عملية بركان الغضب الذين يتلقون العلاج في تونس في وقت سابق على سوء المعاملة في المصحات التونسية، وإهمال وزارة الصحة لهم، وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة لهم.

الرائد زارت جرحى عملية بركان الغضب الذين يتلقون علاجهم في مدينة صفاقس التونسية، ورصدت آراءهم التي تباينت بين راضٍ وممتعض، فمنهم من استوفى رحلة علاجه وهو راضٍ عنها، ومنهم من أبدى استياءه ورأى أن علاجه في تونس ليس ممكنا ولا بد من نقله إلى بلد أكثر تقدما في المجال الطبي.

ويقول الجريح “محمد التركي” الذي أصيب في بطنه خلال مواجهات جنوبي العاصمة طرابلس، بنبرة استياء، إن عددا من المصحات التي تعاقد معها لا تقدم خدمات جيدة، مطالبا الحكومة بالاهتمام بالجرحى، وعدم تركهم ليواجهوا مصيرا مجهولا.

وطالب التركي، في تصريح للرائد، بضرورة تشكيل لجنة تتابع شؤون الجرحى، مضيفا أن عددا من الجرحى أصيبوا في أعينهم أو بشلل في أطرافهم، وعلاجهم غير ممكن في تونس، قائلا “يجب على الحكومة بذل قصارى جهدها ونقلهم للعلاج في مصحات أوروبية”، مستغربا وجود مندوب وحيد يتبع شركة “أريج” المتعاقد معها لمتابعة حالات جميع الجرحى في صفاقس.

ويتفق الجريح “طارق أبو فارس” مع “التركي” ويضيف أن عددا من رفاقه الذين أصيبوا في قصف طيران حربي على مقر غرفة قوة حماية وتأمين سرت لم يحصلوا على علاج في تونس، وتتطلب حالاتهم نقلهم إلى بيلاروسيا أو أوكرانيا حيث يتوفر المختصون لعلاجهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وتحدث “أبو فارس” للرائد بغضب مندّدا بسوء معاملة الشركة المذكورة لأحد الجرحى الذي طلب توفير نظارة طبية له، فرفضت الشركة ذلك، مما اضطر الجرحى إلى شراء واحدة على نفقتهم الخاصة.

وأكد مندوب شركة “أريج” للخدمات الطبية والمكلف من إدارة شؤون الجرحى بالمنطقة الوسطى “عبد العزيز بن غزي”، أن الدولة لم توفد لجنة لمتابعة شؤون الجرحى في صفاقس، منوها إلى أنهم بانتظار تشكيلها في أقرب وقت ممكن؛ لتذليل الصعاب أمام الجرحى هناك.

وأحصى “بن غزي”، في حديث للرائد، عدد الجرحى في صفاقس من يوليو حتى الآن،

بمائتي جريح، من مدن المنطقة الوسطى وطرابلس، يتلقون علاجهم في مصحات “بن خلدون” و”العالية” و”صفاقس”.

ويرى “هيثم كريمة”، وهو أحد جرحى زليتن، أصيب بطلق ناري في فخذه، أن مصحة “بن خلدون” التي يتلقى العلاج فيها تبذل جهودا مضنية، إلا أنه تمنى من الفريق الطبي المعالج زيادة مرات ترددهم على المرضى، وعدم الاكتفاء بزيارتهم مرة واحدة.

ولا يزال أحد جرحى طرابلس “سفيان عمران” يعتمد في تحركه على عكازين اثنين بعد أيام من إجرائه عملية جراحية على رجله اليسرى التي أصيبت بشظايا قذيفة هاون في واحدة من معارك خلة الفرجان، وهو يصف رحلة علاجه في تونس بالممتازة.

وعلمت شبكة الرائد الإعلامية من مصادر مطلعة أن ديون المصحات بصفاقس التونسية على الدولة الليبية بلغت قرابة 28 مليون دينار تونسي، سُدد منها 7 ملايين فحسب حتى الآن، مما يعني أن الخدمات التي تقدمها تلك المصحات للجرحى الليبيين مهددة بالتوقف حتى سداد كامل المستحقات، وفق المصادر المطلعة ذاتها.

وقال المدير السابق لمصحة “نرجس” التونسية “وليد حاجي”، إن المصحات التي اختيرت لعلاج الجرحى الليبيين في صفاقس من أفضل المصحات لاحتوائها على كفاءات ومعدات طبية تضاهي الجودة الأوروبية، مضيفا أن مشكلة الليبيين اليوم ليست في علاج جرحاهم، وإنما في إدارة العلاج بالطريقة الصحيحة.

وتابع قائلا إن مصحات تونسية، بينها مصحته، لا تزال حتى يومنا هذا تطالب السلطات الليبية بسداد مستحقات جرحى الثورة الذين عولجوا فيها عام 2011م.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

إصابة موظف وطائرة “الأجنحة” في مطار مصراتة نتيجة قصف طائرات حفتر

المجعي يستغرب صمت الحكومة عن وجود المرتزقة الروس مع قوات حفتر