بعد فشل حفتر في تحقيق حلمه بعسكرة الدولة وانكسار حلمه على أسوار العاصمة، ومحاولة قفزه على شرعية الدولة والاتفاقيات السياسية التي تصب نحو التوجه بليبيا إلى صناديق الاقتراع، توجه إلى مدينة سرت؛ لتنشيط خلاياه الإرهابية.
حفتر كثف ضرباته الجوية عبر الطائرات الإماراتية المسيرة على مواقع مدنية وبنى تحتية، وصلت ضرباته إلى القوة المكلفة بحماية وتأمين المدينة من أي تحركات مشبوهة، التي انتصرت على تنظيم الدولة في ديسمبر 2016 الماضي.
الطيران الداعم لحفتر شن عشرات الغارات الجوية على مدينة سرت استهدفت مجمع المطاحن والأعلاف، الذي كان ينهي أعمال الصيانة للبدء في الإنتاج، ومطار سرت، ومواقع لقوة حماية المدينة ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى من قوة حماية وتأمين سرت، وتدمير مقار إدارية وخسائر مادية أخرى.
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج اجتمع في أغسطس المنصرم مع قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا “أفريكوم” الجنرال ستيفن تاونسند، والسفير الأمريكي رتشارد نورلاند وعدد من كبار ضباط القيادة الذين أكدوا بأنه لا حل عسكري للأزمة الليبية، وأن الولايات المتحدة تسعى لوقف العمليات العسكرية، وإيجاد حلول دبلوماسية؛ لتحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا؛ من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية.
كما أشاد قادة “الأفريكوم” بدور حكومة الوفاق في محاربة الإرهاب، واستمرارها في ذلك رغم الوضع الاستثنائي الراهن، مؤكدين أهمية مواصلة التنسيق بين الجانبين؛ لضرب بؤر الإرهاب أينما وجدت، في إطار التعاون الاستراتيجي بين ليبيا والولايات المتحدة في هذا الشأن.
الأفريكوم أعلنت الشهر الجاري عن مقتل 17 عنصراً من تنظيم الدولة في غارة جوية جنوب غرب ليبيا واستهداف رتل لمرتزقة روس شرق سرت 70 كم، كان يحاول التقدم باتجاه المدينة.
مجلسا سرت البلدي والاجتماعي أدانا العمليات العسكرية التي يشنها حفتر على مقدرات مدينة سرت، مترحمين على الشهداء الذين قضوا؛ نتيجة هذه الأعمال.
وأكد المجلسان، في بيان لهما تقديرهما ودعمهما لقوة حماية وتأمين سرت المنبثقة عن البنيان المرصوص وجهودهم والتضحيات التي قدموها؛ لاقتلاع تنظيم الدولة من المدينة، مجددين رفضهما أن تكون المدينة نقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية، أو اعتداء على مدن مجاورة.
عملية بركان الغضب أكدت نهاية شهر سبتمبر المنصرم استهداف تحركات لرتل تابع لحفتر حاول الدخول إلى الحدود الإدارية لمدينة سرت.