لا زالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” تواصل تنسيقها مع حكومة الوفاق لتحديد أماكن الإرهابيين في البلاد واستهدافهم، معتبرة أن الوفاق هي الشريك الوحيد لها في عمليات مكافحة الإرهاب بليبيا.
الأفريكوم شنت غارات جوية على إرهابيين في عدة أماكن بالبلاد لعل أبرزها سرت وأوباري وشمال غرب بني وليد قتلت خلال هذه الغارات عناصر من تنظيم الدولة، آخرها في محيط مدينة مرزق الذي أسفر عن مقتل 8 من عناصر تنظيم الدولة.
ويرى مراقبون أن تنظيم الدولة يستغل الفراغ الأمني الراهن في البلاد؛ بسبب عدوان حفتر على طرابلس ويلملم صفوفه؛ لشن بعض الهجمات في عدد من الأماكن إلا أن قوات مكافحة الإرهاب بحكومة الوفاق أعلنت عمليات قبض لعناصر تنظيم الدولة حاولوا زعزعة أمن طرابلس، ويستمر التنسيق بين الوفاق و”الأفريكوم” لمكافحة التنظيمات الإرهابية في ليبيا.
الوفاق شريك فعلي لأمريكا
الكاتب إبراهيم عمر قال، إن حكومة الوفاق شريك فعلي ومهم للولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب، وخير دليل على هذا التنسيق والدعم الذي قدمته الولايات لحكومة الوفاق أثناء حرب البنيان المرصوص على تنظيم الدولة في سرت وإمداد الوفاق بمعلومات عن تحركات التنظيم، وشنها ضربات جوية كانت مؤثرة جداً ومساعدتها لقوات البنيان.
وأضاف عمر في تصريح للرائد، أن أمريكا تدرك من يحارب الإرهاب الحقيقي ومن يدعي محاربته، وظهر هذا جلياً في تعاونها مع الوفاق وتعلم بأن حفتر لم يحارب الإرهاب أبدا، وأنه سمح لتنظيم الدولة بالخروج في وضح النهار من مدينتي درنة وبنغازي دون المساس به وتسللوا ووصلوا لمدينة سرت أمام مرأى ومسمع من يسمونها عناصر حفتر وطائراته واستخباراته.
التنسيق مع الوفاق أمر طبيعي
بينما أكد الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أن حكومة الوفاق هي شريك “للأفريكوم” في محاربة ” الجماعات المتشددة المصنفة أمريكيا مجموعات إرهابية” وهذا أمر طبيعي؛ لأنها المعترف بها دوليا وعدم التنسيق معها سيقوض شرعيتها.
وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن التهم التي يطلقها حفتر وأذرعه الإعلامية بشأن دعم الوفاق للإرهاب مجرد دعاية لمنح حربه شرعية ولكن أغلب المتابعين للشان الليبي يعرفون استغلال حفتر للحرب الإعلامية على الإرهاب لتشويه خصومه السياسيين.
ولفت الكبير، إلى أن الإرهاب الحقيقي في ليبيا هو حفتر وأنصاره على كافة المستويات فمن يدعو ويعمل على الفتك بخصومه السياسيين وينتهج العنف سبيلا لتحقيق مآرب سياسية وسلطوية هو الإرهابي.
التنسيق الدائم بين حكومة الوفاق والقيادة الأمريكية في إفريقيا في مكافحة الإرهاب يحرج حفتر الذي طالما ما ادعى أنه يحارب الإرهاب بمباركة الولايات المتحدة لكن الواقع يضع حفتر في حجمه ويكشف أن الوفاق هي الشريك في مكافحة الإرهاب.