in

سياسيون: ظهور المسماري من أبوظبي يثبت تورط الإمارات في سفك دماء الليبيين

في حادثة تكاد تكون الأولى من نوعها، خرج الناطق الرسمي لقوات حفتر أحمد المسماري في مؤتمر صحفي ليس من ليبيا حيث تدور المعارك جنوب العاصمة طرابلس، بل من أبوظبي عاصمة الإمارات التي يفصل بينها وبين ليبيا العديد من الدول.

خروج المسماري بزي عسكري إماراتي يستعرض آخر نتائج العدوان على العاصمة، كشف الستار عن الموقف الحقيقي للإمارات التي لطالما ادعت في المحافل الدولية أنها داعمة لشرعية حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا، وهو ما أثار سخط وغضب الشارع السياسي في البلاد.

إنهاء الجدل وثبوت التورط

وفي أول ردود الأفعال حول الحادثة، قال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الأحد، إن خروج المتحدث باسم حفتر في مؤتمر صحفي من أبوظبي يسدل الستار على الجدل المثار حول تورط الإمارات في سفك دماء الليبيين ودعم الجهات الخارجة عن الشرعية.

وأوضح صوان، عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، أن موقف الإمارات يعدّ تحديا سافرا لمشاعر الليبيين، خصوصاً الداعمين لمشروع حفتر الانقلابي ممن غرر بهم الإعلام تحت شعارات فارغة مثل الجيش الوطني والحفاظ على سيادة الدولة، داعياً الداعمين لحفتر إلى الانحياز للوطن ومراجعة موقفهم الداعم للانقلاب.

ورأى صوان أن الإمارات عبّرت بكل صراحة ووضوح عن تدخلها في شؤون البلاد، وانتهاكها الصارخ لسيادتها، وكشفت نيتها في إطالة أمد النزاع.

وطالب صوان المجتمع الدولي باتخاذ موقف صريح وواضح من هذه التدخلات السلبية في شؤون ليبيا.

إعلان رسمي

على نحو متصل، رأى عضو المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن الشاطر، أن الإمارات أعلنت نفسها طرفا رئيسيا في العدوان على ليبيا من خلال سماحها للمسماري بالخروج من أبوظبي في مؤتمر صحفي للحديث عن المعارك في طرابلس.

وطالب الشاطر، في تصريح للرائد، المجلس الرئاسي باستدعاء السفير الإماراتي للتشاور في خروج المسماري في مؤتمر صحفي من الإمارات، موضحًا أن هذا الأمر يعدّ تعديًا على سيادة الدولة الليبية.

وأوضح الشاطر أن تقدمات الجيش الليبي في عدة محاور وكسبها لمواقع جديدة دفعت المسماري للخروج بلباس عسكري إماراتي من أبوظبي لتضليل الرأي العام بمعلومات خاطئة.

الاستمرار في دعم الانقلاب

واستنكر المجلس الرئاسي، الأحد، ما وصفه بـ “الموقف العدائي” من دولة الإمارات، بعد أن جعلت من عاصمتها أبوظبي منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على العاصمة طرابلس.

وأوضح المجلس، في بيان رسمي عبر صفحته الرسمية، أن الإمارات سمحت للناطق باسم عناصر حفتر “أحمد المسماري” بإقامة مؤتمر صحفي من وسط أبوظبي حمل الكثير من”الافتراءات والمفردات التي تنمّ عن الكراهية والتحريض على سفك دماء الليبيين”.

واعتبر البيان هذا الموقف إشارة إلى الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب، بالإضافة لدعم الانقلابيين وخرق قرارات مجلس الأمن.

وأكد البيان أن خروج أحد العناصر الداعمة لحكم العسكر والرافضة للدولة المدنية بزيه العسكري في دولة أجنبية يعدّ تفريطا جسيما في سيادة الدولة، وسيتعرض فاعله للملاحقة.

إظهار النوايا المخفية

من ناحيته قال عضو مجلس النواب جلال الشويهدي، الأحد، إن سماح الإمارات للمسماري بالخروج في مؤتمر صحفي بالزي العسكري يوضح نيتها في إظهار دعمها للانقلاب على الشرعية علنًا.

وأوضح الشويهدي، في تصريح خاص للرائد، أن بين ليبيا والإمارات آلاف الكيلومترات والعديد من الدول، مستغربًا خروج رجل عسكري يدّعي الانتماء لمؤسسة عسكرية وطنية في مؤتمر صحفي من أبوظبي للحديث عن سير المعارك في ليبيا.

وعدّ الشويهدي خروج المسماري من دولة أجنبية، وليست مجاورة، للحديث عن المعارك جنوب طرابلس ـ دليلًا على كذب وتزييف الشعارات التي يرفعها حفتر وعناصره حول وجود حملة “تركية إرهابية” ضد ليبيا.

وطالب الشويهدي الجهات الرسمية في البلاد بضرورة ملاحقة الإمارات وتقديم شكوى ضدها أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة، مؤكدًا أن ردود الفعل في الأيام القادمة ستكون قوية ضدها.

وبعد أن رفع شعارات عدة تتحدث عن الولاء للوطن وعدم التفريط في سيادته وأن هدفه القضاء على الإرهاب والعملاء، ما الشعار الذي سيرفعه حفتر للرد على ظاهرة جديدة من نوعها تتمثل في وجود “الجيش” في دولة والناطق الرسمي باسمه في دولة أخرى؟!

كُتب بواسطة عادل المبروك

من أبوظبي…المسماري يستعرض نتائج العدوان المشترك على طرابلس

مدير أمن طرابلس يبحث حلولا لعدد من الملفات الهامة