كرر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة حديثه أمام مجلس الأمن عن رصد البعثة لدخول أعداد كبيرة من المرتزقة للبلاد؛ للمشاركة في الحرب الدائرة بين الجيش الليبي وعناصر حفتر التي تحاول الاستحواذ على طرابلس.
سلامة لم يكشف عن الصف الذي اتخذه المرتزقة جنوب طرابلس إلا أن الحرب في ليبيا منذ العام 2014 شهدت تواجد أعداد كبيرة من المرتزقة في جبهات القتال والاستعانة بها من قبل حفتر.
مرتزقة العدل والمساواة
في بنغازي تحديداً في أكتوبر 2016 تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تواجد عدد من جنود حركة العدل والمساواة في منطقة سيدي فرج شرق بنغازي.
ورغم محاولات حفتر وأتباعه في ذاك الوقت إنكار الخبر إلا أن الأمر ازداد سوءًا عندما أكد تقرير لخبراء مجلس الأمن المعني بليبيا استعانة حفتر بالعدل والمساواة في عدة حروب ببنغازي وحربه في الهلال النفطي.
الوجه الجديد “الجنجويد”
في الـ 27 من يوليو الماضي، أكد مصدر عسكري من الجفرة وجود مرتزقة من القوات السودانية “الجنجويد” في قاعدة الجفرة؛ لمساندة عناصر حفتر في تأمين المنطقة والهجوم على طرابلس.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح للرائد، أن أكثر من 30 سيارة عسكرية على متنها مرتزقة “الجنجويد” شوهدت بين هون وودان؛ لتأمين بعض طرق الإمداد لعناصر حفتر.
غريان والقبض على الدليل
بعد خسارته لغريان والغرفة الرئيسية لعملياته في المنطقة الغربية، ترك حفتر جنوده في مرمى النيران حتى وقعوا بين أيدي قوات الجيش الليبي فور دخولهم للمدينة.
بعد تحرير غريان مباشرة، قال الناطق باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي، الخميس، إن تحرير المدينة كشف بما لا يدع مجالا للشك هوية المرتزقة الذين يساندون حفتر في حربه على طرابلس، مشيرا إلى أنه ترك مقاتليه يواجهون مصيرا مجهولا، ولاذ بالفرار من يهمه مصيرهم فقط.
وذكر المجعي، في تصريح للرائد، أن المحاور تشهد هدوءا، مضيفا أن طيران حفتر استهدف مواقع وتمركزات تابعه له سابقا في غريان، وهذا يوحي بإخفائه ” شيئا ما ” لا يريد وقوعه في يد الجيش، قائلا، إن قوات الجيش ليست بالغباء الذي يتصوره لتتمركز بتلك المواقع، وفق قوله.
وبعد أن كشف سلامة أمام العالم وجود مرتزقة في محاور القتال جنوب طرابلس وكشفت السنوات الخمس الأخيرة استعانة حفتر بالعديد من المرتزقة؛ لبسط سيطرته على الحكم في البلاد، هل يتخذ مجلس الأمن موقفاً صارماً ضد هذه الأفعال ؟!
