في كل إحاطات المبعوث الأممي غسان سلامة السابقة وبياناته كان يصف قوات حفتر بـ “الجيش الوطني”، مما أولد غضب عدد من الأطراف باعتبار ذلك اعتراف بعناصر حفتر التي تنتهك الحقوق والمنازل وترتكب جرائم حرب.
هذه المرة يبدو أن سلامة قد استفاق ووضع النقاط على الحروف وفي جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في ليبيا، التي عقدها المجلس ردد سلامة على عناصر حفتر مسمى قوات حفتر في تغير ملحوظ في موقفه تجاه حفتر.
التأكيد على رفض الحل العسكري
الكاتب والمحلل السياسي، عبدالله الكبير رأى أن سلامة تعمد هذه الصياغة ترضية للأطراف السياسية التي احتجت على إحاطته السابقة إلى جانب رصده لبعض التراجع عن الحل العسكري في ليبيا لدى حلفائه.
وأضاف الكبير في تصريح للرائد، بأن سعي سلامة لإنجاح خطته في ليبيا يستدعي بعض النقد الصريح لحفتر لكي يخفف من تعنته إزاء الحل السياسي الذي ينشده سلامة.
تغير واضح في حديث ووصف سلامة
ومن جهته أكد الكاتب والصحفي، علي أبوزيد، تغيراً في حديث غسان سلامة في إحاطته الأخيرة، ووصفه لحفتر بـ “اللواء بدل المشير”، وعدم تسمية قواته بالاسم الرسمي الذي كان يدعوه بها هو أحد المؤشرات لذلك.
وأضاف أبوزيد، في تصريح خاص للرائد، بأنه يمكن إرجاع هذا التغير لعدة أسباب من أهمها الموقف الموحد الذي صدر عن الدول السبع الكبرى بضرورة الحل السياسي، وكذلك تغير الموقف الفرنسي الذي بدأ يعيد حساباته فيما يتعلق بدعم حفتر خاصة بعد فشله في إعادة السيطرة على غريان.
وواصل أبوزيد، أن الانتهاكات المتكررة لقوات حفتر خاصة على المطارات المدنية وإحراج حكومة الوفاق للبعثة بدعوتها لمعاينة المكان وتفحصه، إضافة إلى ذلك فإن تحرك الرئاسي على الصعيد الداخلي بشكل إيجابي وانفتاحه على المجتمع المحلي وتعاطيه الجيد إلى حد ما مع المجتمع الدولي يجعل غسان سلامة يتعاطى بشكل صارم مع حفتر ومعسكره ويكون أكثر تعاوناً الرئاسي والأطراف المناوئة لحفتر إذا أراد إنقاذ مبادرته هذه المرة.
فهل يستمر سلامة في إظهار الحقيقة كاملة للمجتمع الدولي بصفته مبعوث الأمم المتحدة وعدم تجزئتها، أم أنه سيعيد الكرة مثلما فعل في إحاطته قبل الأخيرة، وتسمية الأشياء بمسمياتها؟