قبل أقل من أسبوع اعتمد وزير الخارجية محمد سيالة أوراق السفير الأمريكي الجديد لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” الذي أوضح، في أول تصريحاته، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للتوصل لتسوية سياسية بين كل الأطراف.
السفير الجديد “نورلاند” عُيّن في منصبه في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة طرابلس عدوانا يقوده حفتر والدول الداعمة له، الأمر الذي رأى فيه محللون “عودة اهتمام” من واشنطن بالأزمة الليبية.
عودة بعد ارتباك
الكاتب الصحفي علي أبوزيد عدّ تكليف واشنطن سفيرا جديدا لها في ليبيا مؤشرا على عودة الاهتمام الأمريكي بالشأن اللييي، بعد فتور أعقب ارتباكا في موقف واشنطن نتيجة تباين وجهات النظر بين البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.
بوزيد أضاف، في تصريح للرائد، أن حماس “نورلاند” وحديثه عن تسوية سياسية يعكس التحفّز الأمريكي للعب دور أكثر تأثيرًا في الأزمة الليبية، وأن إدارة ترامب باتت على يقين تام باستحالة الحل العسكري في البلاد، مشددًا على أن وجود سفير يتواصل مع الأطراف الليبية مباشرة سيسهم في إعادة تقييم الموقف الأمريكي بصورة أكثر دقة ووضوحا، وربما سينعكس هذا على المواقف الأمريكية مستقبلًا.
الشعور بالخطر وحماية المصالح
ورأى الصحفي المصري المهتم بالشأن الليبي علاء فاروق، أن التحرك الأمريكي بتعيين سفير جديد لدى ليبيا يوضح شعورها بالخطر، لا سيما أنها دولة تخاف على مصالحها خاصة في ملف النفط.
فاروق أكد، في تصريح للرائد، أن التسوية السياسية هي الموقف الدائم لواشنطن، إلا أنها تترك في الخفاء أطراف النزاع يتقاتلون، وهذا ما أكدته بصمتها وعدم اتخاذها موقفًا حقيقيًّا لإيقاف الحرب وعدوان حفتر على العاصمة.
إثبات وجود
من جهة أخرى، أكد الكاتب الصحفي إبراهيم عمر أن تصريحات السفير الجديد جاءت لإثبات أن الولايات المتحدة لا تزال دولة عظمى، موضحًا أن واشنطن تركز حاليًّا بصورة أكثر وضوحًا على مشاكلها مع إيران وكوريا الشمالية وقضاياها التجارية مع الصين.
وأضاف عمر، في حديثه للرائد، أن خوف الإمارات والسعودية على مصالحها وتأثيرها بطريقة أو بأخرى في سياسات ترامب جعلت من واشنطن غير مهيأة الآن للعب دور قوي وجدّي في الشأن الليبي.
تعيين “ريتشارد نورلاند” وحديثه مع سيالة ربما يعكس الرؤية الجديدة لإدارة ترامب للوضع في ليبيا، لا سيما بعد تغلغل الدب الروسي في الملف الليبي، إلا أن ما يحدث على أرض المعركة الدبلوماسية والعسكرية يوضح أن واشنطن لا تزال حتى هذه اللحظة بعيدة كل البعد عن ليبيا وما يحدث فيها.