إثر نجاح قوات الجيش الليبي في صد عدوان حفتر على العاصمة وإفشال محاولات قواته التقدم وسط طرابلس لجأ حفتر إلى استخدام الطيران الإماراتي المسير بشكل يومي دون تحقيق أي تقدمات على الأرض، بل تراجعت إلى الخلف بعد أن أجبرتها قوات الجيش على ذلك، تاركة خلفها أسلحتها وعتادها وجرحاها وقتلاها.
اعتماد حفتر على الطيران وصفه المتحدث باسم الجيش الليبي محمد قنونو في بيان له بالدليل على انهيار قواته وبداية النصر لعملية بركان الغضب، مؤكدا أن قوات الجيش ترصد كافة تحركات حفتر وأتباعه في المنطقة الغربية، وأسقطت طائرة إماراتية مسيرة ليلة الأحد.
حفتر خسر على الأرض
وتأكيدا على تصريحات قنونو رأى الخبير العسكري سليمان بن صالح أن حفتر ومن يدعمه داخليا وإقليميا خسروا المعركة وأصبحوا عاجزين عن تحقيق أي انتصار علی الأرض، فغیروا من استراتيجيتهم الحربية، ونقلوا المعارك إلى الجبهة الفضائية خاصة بعد أن تدخلت الإمارات بکل قوتها فتولت هي من خلال سلاحها الجوي القیام بهذه المهمة، بحسب بن صالح.
وأضاف بن صالح في تصريح للرائد أن هدف هذه الحملة الجویة على مصراتة تحديدا هو عرقلة قیام السلاح الجوي التابع للجيش الليبي عن القيام بدوره في إلحاق الهزيمة النهائية لعناصر حفتر خاصة بعد التحديث المهم الذي طرأ على سلاح الجو في الشهرين الآخرين.
الطيران تغطية على الفشل
وليس ببعيد عن ما رآه بن صالح أكد الخبير العسكري عادل عبدالكافي أن حفتر فشل فى اقتحام العاصمة فزادت عملياته القتالية الجوية للتغطية على هذا الفشل العسكري على الأرض، وأن اعتماده على الطيران هو محاولة لشل حركة الملاحة الجوية للمنطقة الغربية، ولإظهار أنه مسيطر على الأجواء الليبية ويعمل على عزل المنطقة الغربية عن المحيط الدولى.
وأوضح عبدالكافي للرائد أن حفتر يحاول من خلال قصفه المستمر للمطارات المدنية كمعيتيقة ومطار زوارة المدنيين ومطار مصراته عزل المنطقة الغربية عن المحيط الدولي؛ للتغطية على الهزائم التي يتكبدها على يد قوات الجيش الليبي.
رسالة لدعم حلفائه فقط
من جهته قال مصدر من الجيش الليبي أن عناصر حفتر فشلت في الدخول لطرابلس أو كسب مناطق في الغرب الليبي، وهو يحاول من خلال قصفه للمطارات المدنية أن يرسل رسالة لحلفائه في ترهونة وغيرها بأنه لا زال يدعمهم.
وبيّن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريحه للرائد أن فشل حفتر في دعم قواته المتمركزة في ترهونة بعدة وعتاد خاصة بعد قطع غالبية طرق الإمداد عن عناصره من قبل الجيش يحاول رفع معنويات عناصره بدعم الطيران خاصة بعد الانهيار الذي حدث لقواته في عدة محاورـ مشيرا إلى أن الطيران لا يحسم معركة وأن المعطيات تشير إلى أن ترهونة المعقل الأخير لحفتر في الغرب أصبحت محاصرة واقتحامها قاب قوسين أو ادنى.
وتشير المعطيات إلى أن الطيران الإماراتي الداعم لحفتر لم ينجح في استهداف أي طائرة من سلاح الجو بالجيش الليبي، بل إن الدفاعات الجوية للجيش ألحقت به خسائر، وأسقطت له طائرتين خلال شهر واحد.