تعيش بنغازي حالة من الفوضى الأمنية وموجة من القتل والخطف طالت كل الأطياف، فلم يسلم المدنيون العزل ولا النائب ذو الحضانة القانونية ولا العسكري ولا الناشط المدني من القتل والخطف في مدينة يسيطر عليها حفتر منذ أربع سنوات تقريبا.
التفجيرات التي تضرب مدينة بنغازي والاعتقالات التي تطال سياسيين وعمليات الإخفاء القسري والقتل ورمي الجثث في الشوارع، تطرح تساؤلات عديدة، حول من المنفذ ومن المستفيد منها؟
بنغازي التي يحكمها حفتر ويسيطر عليها بقبضة حديدية، وادعى تحريرها من الإرهاب، ها هو الإرهاب يضرب فيها من جديد بعد انفجار سيارة مفخخة في منطقة الهواري تزامنا مع وجود بعثة الأمم المتحدة ما أسفر عن مفتل موظفين من البعتة وجرح ستة آخرين في وقت يسعى فيه سلامة لعقد هدنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وافق عليها المجلس الرئاسين ورفضها حفتر في البداية قبل أن يعلن قبوله لها شرط أن تكون يومين فقط.
هذا التفجير لم يكن الأول فقد سبقه تفجير خلال الأسابيع الماضية بمقبرة الهواري أثناء تشييع أحد العسكريين ، وتلاه قبل أكثر من أسبوعين الهجوم على منزل النائبة بمجلس النواب، سهام سرقيوة من قبل مجموعة قالت شبكة CNN الأمريكية، إنها تتبع ابن خليفة حفتر، الذي أدى لإصابة زوجها وابنها واقتيادها هي لمكان مجهول، وبعد وقت يخرج وزير داخلية المؤقتة، ليتهم خلية إرهابية، استغلت بعض الثغرات، وأن بنغازي مستهدفة بعد حربها ضد الإرهابيين، وطردهم منها، باختطاف سرقيوة، في مقدمة، كما يعتقد مراقبون، بأنها إعلان مسبق عن مقتلها.
القتل خارج إطار القانون مستمر في بنغازي…فبعد العقور على جثث خمسة مدنيين ملقاة بجوار مقبرة الهواري الشهر الماضي، وعليها آثار التعذيب عثر على جثة الناشط المدني “أحمد الكوافي” مكبل اليدين والرجلين في شبكة صيد ملقاة على أحد شواطئ بنغازي في مشهد مروع لا نشاهده إلا في أفلام العصابات.
هذه الجرائم لا زالت حتى الآن مقيدة ضد مجهول، ولم يفتح تحقيق حقيقي فيها، فهل هذا هو الأمن الذي سينشره حفتر في طرابلس؟