في تصريحات له قال المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة بأنه أثار ملف اختفاء النائب بمجلس النواب، سهام سرقيوة مع “حفتر” بشكل مباشر خلال لقائه الأخير معه، وأنه لم يحصل على معلومات من حفتر حول سرقيوة.
التساؤل الذي يطرح نفسه وبقوة خاصة في قضية اختفاء سرقيوة من وسط معقل حفتر، ومن خلال تصريحات سلامة باعتراف حفتر بعدم معرفته بمصيرها، فإذا كان صادقاً فهذا يدل على انفلات الأمن بشكل كبير وخطير في بنغازي معقل حفتر، وتأكيد على أنه لا يسيطر عليها، وبرهان على أنه لن يجلب أمناً للعاصمة ولكل ليبيا ما دام هو في بنغازي منذ سنين، ولم يستطع تأمين النواب فيها فكيف بحال المواطنين العاديين.
حفتر الذي ادعى عند إعلانه عن عملية الكرامة في 2014 بأنه سيجلب الأمن لمدينة بنغازي التي كانت تعاني في وقتها من عمليات اختطاف وقتل واغتيالات، سيثبت قادم الزمان أنه كان أمراً مخططاً وممنهجاً، لم يستطع تأمين نواب الشعب فيها، إن كان لايعلم من أمرها شيئاً.
اختطاف واختفاء سرقيوة لم يكن العمل الأول في المدينة، وإلا لاعتبر عملاً عرضياً؛ لأنه سبقته عدة عمليات اعتداء على منازل عائلات بنغازية، كمثل عائلة الكرشيني وبن صويد والتي انتهكت فيها حرمات تلك الأسر وقتل أبناؤها وشيوخها وروعت نساؤها.
ولا ننسى عمليات الإعدام بدون محاكمات وخارج نطاق القانون، التي قام بها محمود الورفلي، وأثبت أنها جاءت بأوامر عليا، والتي تؤكدها أوامر التنفيذ “داوم” التي كانت تسمع في الأشرطة المصورة لعمليات الإعدام والتي تصدر له قبل التنفيذ.
سلامة قال بأنه لن يقبل بالسكوت عن وضع سرقيوة وأنه تجري محاولة الحصول على مزيد من المعلومات حول وضعها، مؤكداً بأنه سيتم تزويده بالمعلومات حول سرقيوة فور توفرها، فهل سيفعلها حقاً سلامة ويعلن من اختطف سرقيوة حال توفر المعلومات عنها لديه.
وأشار سلامة إلى أنه يعمل مع الدول صاحبة التأثير في المنطقة الشرقية؛ للمساعدة في العثور على سرقيوة، وهذا وحده يطرح عدة تساؤلات، أولها أن سلامة يعرف أو يعلم أو على الأقل يشك، بأن لحفتر يدا في اختطاف سرقيوة، وإلا لما يحاول الاستنجاد بالدول الداعمة له.
خلاصة القول، أنه إذا كان حفتر يعلم بعملية اختطاف النائب سهام سرقيوة، فإن “المصيبة” كبيرة، وإذا لم يكن يعلم حقاً فإن “المصيبة” أكبر، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي عمليات الاختطاف والإخفاء والقتل في المدينة.
