قدّم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، يوم 29 يوليو إحاطته بخصوص الأوضاع في ليبيا، أمام مجلس الأمن.
إحاطة سلامة خلقت ردود أفعال عديدة رافضة لما جاء فيها، فاتهمه البعض بالانحياز، والبعض بتزوير الحقائق فيما يخص تسمية الأجسام بمسمياتها، وكذلك اتهاماته لبعض المؤسسات والتشكيك في مصداقيتها.
احتجاج السراج
بعد عودة سلامة لليبيا، أرسل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مذكرة احتجاج واستدعاء للمبعوث الأممي على خلفية إحاطته أمام مجلس الأمن.
مذكرة السراج تضمنت وفق ما نشره المكتب الإعلامي الخاص به، توضيح عدة مغالطات سردها سلامة أمام الدول المجتمعة؛ للنظر في الأزمة الليبية.
بيان الداخلية
من جهتها أبدت وزارة الداخلية استغرابها مما تضمنته إحاطة المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة من مغالطات والتباسات.
الوزارة أوردت في بيان نشرته في صفحتها الرسمية، بأن سلامة أشار إلى اختطاف مدير إدارة الرقابة على الأغذية في سياق حديثه عن اختطاف النائب، سهام سرقيوة، على نحو يوحي بتساوي الواقعتين على الصعيدين الإنساني والقانوني.
وأوضحت الوزارة بأنه في حين أن الواقعة الأولى تتعلق باستيقاف من جهة ضبط قضائي أفصحت عن مسؤوليتها في اتخاذ إجراءاتها القانونية حيال المعني، وبأنه تمت إحالته على مكتب النائب العام، الذي قرر الإفراج عنه مع استمرار التحقيقات ذات الصلة بشأنه.
وأضافت بأن الواقعة الثانية كانت عملية خطف وإخفاءٍ قسريٍ لعضو برلمان تتمتع بكافة حقوقها الإنسانية، ناهيك عن الحصانة التي قررها لها القانون، ولازالت إلى اليوم مجهولة المصير، في شكل مضطرب من أشكال الخلط بين تبرير الجريمة بمثلها أو تفسير العجز عن تسمية الأشياء بمسمياتها.
رئاسة الأركان تتحدى سلامة
من جانبها طالبت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي المبعوث الأممي بتقديم قائمة بالإرهابيين الذين يقاتلون مع الجيش كما ذكر في إحاطته أمام مجلس الأمن.
وأكدت رئاسة الأركان، في بيان رسمي، اتخاذها كافة الإجراءات؛ لمنع التحاق أي إرهابي أو متطرف بتصنيف دولي بقوات الجيش الليبي، وأنها لا تعلم على ماذا اعتمد المبعوث الأممي غسان سلامة في إحاطته؟.
وحمّلت رئاسة الأركان سلامة المسؤولية كاملة عمّا ورد في إحاطته، مضيفة أنه إن لم يقدم هذه القائمة فإنها ستعُدّ ما ورد في إحاطته محاولةً لتشويه الجيش الليبي وحكومة الوفاق.
وزارة المواصلات وحقيقة مطار معيتيقة
في سياق متصل أبدت وزارة المواصلات استغرابها مما ورد في إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لمجلس الأمن بشأن استخدام حكومة الوفاق مطار معيتيقة لأغراض عسكرية.
وقالت الوزارة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية، إن المطار يستخدم للملاحة المدنية فقط، واستهدافه المتكرر يعرض سلامة المسافرين والعاملين به للخطر، لافتة إلى أن المطار هو المنفذ الدولي الأكثر استخداما من كل الليبيين.
الأعلى للدولة والخطاب المباشر
من ناحيته اختار المجلس الأعلى للدولة طريقة مختلفة للرد على غسان سلامة، المجلس قرر مخاطبة الأمين العام والدول الأعضاء برد كتابي يوضح حقيقة الأوضاع في ليبيا.
الأعلى للدولة، وعبر صفحته الرسمية، أوضح أنه يعمل على ذكر ما جاء في إحاطة المبعوث الأممي من مغالطات بخصوص تقييم الوضع في ليبيا، موضحاً أن هذه الإحاطة تثير الكثير من الشكوك حول حيادية عمل البعثة والانحراف الواضح عن الدور المناط بها.
وبعد أن كشف سلامة بإحاطته “المغلوطة” تحيّز البعثة وازدواجية معاييرها سيما في التسوية بين المعتدي والمعتدى عليه، تتجه أنظار المواطنين لقوات الجيش الليبي؛ لإنهاء التواجد العسكري لحفتر وقواته في المنطقة الغربية؛ للحفاظ على مدنية الدولة والانتقال السلمي للسلطة فيها.