في مقابلة خاصة مع الرائد تحدث آمر الغرفة الأمنية المشتركة غريان العميد عبد الله كشلاف، عن أن قوات نظامية من المدينة وأخرى مساندة هم من يتولون تأمين المدينة في الطوق الممتد من شمال شرق المدينة إلى جنوبها، من مهبط غوط الريح مروراً بالويف، ثم البيب، فجندوبة، وصولاً إلى بوابة القضامة التي تمثل مدخل المدينة الجنوبي، وتؤدي إلى الشقيقة ومزدة والشويرف.
وشرح كشلاف كيف دخلت عناصر حفتر المدينة؟ ولماذا انسحبت قوات الجيش منها؟ وكيف استرجعتها؟ بالإضافة إلى الوضع الأمني والخدمي في المدينة.
فإلى نص المقابلة:
-لو رجعنا إلى الرابع من أبريل الماضي، كيف تمكنت عناصر حفتر من دخول غريان؟
في الرابع من أبريل دخلت عناصر حفتر المدينة بـ “أرتالٍ مجحفلة” ضمت قرابة “ألفي سيارة”، من عدة اتجاهات وعدة محاور، ونظراً لعدم قدرة القوة المساندة والجيش الوطني آنذاك في غريان على التصدي للقوة “الغاشمة” ـ انسحبت القوة إلى منطقة أبو شيبة ووادي الهيل؛ لتجنيب المدينة الدمار، ولعدم قدرة القوات المدافعة عن المدينة على ذلك، وفي منطقتي أبو شيبة والهيرة أعدت خطة استرجاع المدينة إلى حضن الوطن وحاضنة حكومة الوفاق بعد قرابة ثلاثة أشهر من العدوان “الغاشم” على المدينة، وقد نجحت الخطة بالفعل.
-بوصفك آمراً لغرفة تأمين غريان، ما هي الأوضاع في المدينة، وهل هناك تهديدات فعلية؟
الحمد لله، الأمور الأمنية في المدينة اليوم جيدة جداً بفضل قوات الجيش الوطني والقوة المساندة داخل المدينة، ومديرية الأمن، فجميع الأفراد مساهمون في تحقيق الأمن، ولكن لا ننكر وجود تهديدات على المدينة من قوات حفتر الموجودة على أطرافها والتي تحاول إعادة ترتيب صفوفها والعودة للسيطرة على المدينة من جديد، لكن ما يطمئننا أن وضع المدينة جيد جداً.
-من يُؤمّن غريان اليوم، وهل جميعها قوات نظامية؟
يتشارك كل أهالي غريان في تأمينها، لدينا قوة نظامية متمثلة في الجيش الوطني، كما يوجد لدينا قوة مساندة تنتشر في الطوق الممتد من شمال شرق المدينة إلى جنوبها، من مهبط غوط الريح مروراً بالويف، ثم البيب، فجندوبة وصولاً إلى بوابة القضامة التي تمثل مدخل المدينة الجنوبي، وتؤدي إلى الشقيقة ومزدة والشويرف.
كما لا ننسى أن أفراد الأمن والبحث الجنائي والشرطة العسكرية قائمون بواجبهم حسب الإمكانيات المتاحة، ولله الحمد كل يوم أحسن من سابقه.
-كيف جاء التنسيق لتحرير المدينة من قبضة قوات حفتر في السادس والعشرين من يونيو، وهل كان مفاجئاً بالفعل لهم؟
طبعاً الترتيب لإعادة تحرير المدينة استغرق مدة طويلة وهي ثلاثة أشهر، وقد جرى الترتيب لذلك بعد أن أعددنا قواتنا بالصورة الصحيحة، إذ يوجد لدينا قوات في خارج المدينة وأخرى داخلها، والأخيرة كان لها الفضل الأكبر إذ قاموا بجهد كبير جداً في طرد القوات الغازية للمدينة، وجرى التنسيق بين القوتين في العمليات المباغتة والمفاجئة التي من خلالها جرى تحرير المدينة بأسرع ما يمكن، كما لا نغفل أو ننكر وجود تنسيق مع غرفة عمليات بركان الغضب والمنطقة العسكرية الغربية الذين كان دورهما داعما ببعض المفارز التي ظلت خارج المدينة.
-عقب تحرير المدينة من قبضة قوات حفتر، كان هناك قصف باستخدام طائرات إماراتية مسيرة تابعة لخليفة حفتر، فلماذا قام بقصف المدينة برأيك؟
بالفعل كان هناك قصف عشوائي لعشرة أيام متتالية، طال كل المواقع المدنية والعسكرية، ولا يمكن تفسير القصف إلا بأنه عملية انتقامية من ميليشيات حفتر رداً على تحرير غريان من قبضتهم؛ لأنهم فوجئوا بخطتنا التي تمثلت في عملية عسكرية نادرة، كما أن خسارتهم لغريان سببت صدمة كبيرة لهم، إذ تعدّ غريان أحد المحاور الخطرة التي يجري عبرها إمداد قوات حفتر في محاور القتال بالعاصمة، لكن ـ بعون الله ـ قطعنا هذا الخط وتحررت المدينة بفضل أبطالها.
-الحديث عن التدخل الإقليمي لصالح عناصر خليفة حفتر، يقودنا للحديث عن الأسلحة التي عثر عليها في غريان، ماذا بشأن الأسلحة المضبوطة في المدينة، وكيف جرى التعامل معها؟
وجدت عدة أسلحة نوعية حديثة لم تدخل ميادين القتل من قبل، وهي أسلحة فرنسية وأمريكية موجودة لدينا، وموثقة بالدليل والبرهان، للأسف فرنسا علّقت وقالت على لسان وزارة دفاعها إن هذه الأسلحة لمكافحة الإرهاب، وهنا نتساءل، أين هو الإرهاب الذي قالوا إنهم يقاومونه ويكافحونه؟!
الإرهاب انتهى بعملية البنيان المرصوص في سرت 2016م، فلا وجود للإرهاب داخل أي من المدن الليبية أو الغرب الليبي.
الأمر الآخر هو ادعاء السلطات الفرنسية في وسائل إعلامها أن هذه الأسلحة متعطلة ولا يمكن استخدامها، فإن كانت كذلك فما هو مبرر وجودها في معسكر الثامنة بغريان أم أنه مصنع للتصليح والصيانة، وفي رأيي أن تلك الأسلحة ما وجدت إلا للفتك بالليبيين والإضرار بالمؤسسات المدنية والعسكرية داخل المدن في الغرب الليبي.
أما بخصوص التعامل مع الأسلحة، فقد سلمت للجهات المختصة، بعد إعداد تقرير بشأنها وتوثيقها وإظهارها للإعلام، وسنقاضي الجهات المانحة لهذه الأسلحة عبر القنوات الدولية والأمم المتحدة وغيرها.
-برأيك ما سبب الدعم الفرنسي الإماراتي المصري لخليفة حفتر والتورط معه في عدوانه؟
طبعاً كل هذه الدول تحارب ثورات الربيع العربي، وتحاول إفشالها بكل جهدها، وتسعى لإرجاع ليبيا إلى عهد الديكتاتورية، وتنصيب ديكتاتور جديد بقبضة حديدية على مفاصل الدولة كما كان القذافي؛ نظراً لمصالح تلك الدول في ليبيا، فمصر دولة جارة، ومصالحها كثيرة في ليبيا كفرنسا والإمارات، وكلها تبحث عن مآرب ومطامع لا أكثر.