قال رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان في لقاء صحفي، إن الحزب عرض على رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج رؤيتة منذ دخول المجلس للعاصمة طرابلس.
ودعا صوان، في تصريح للرائد، إلى مراعاة الظروف الصعبة والانشقاقات التي مر بها المجلس الرئاسي، والتوقيت السياسي الذي ولدت فيه هذه الحكومة، والتحديات التي تواجهها والعراقيل التي وضعت أمامها، وأن كل ذلك يتطلب مراعاة هذه الظروف، والتخفيف من النقد غير المحسوب، الذي لا يقدم بديلا واقعيا؛ للمحافظة على توحيد الجهود، ودعم الحكومة مع تقديم النصح والنقد بما لا يؤثر سلبا على وحدة الصف، ومواجهة الخطر المشترك، وأن الحزب انتقد أداء حكومة الوفاق، وبين موقفه، وقدم النصح مرارا، ولكن ليس في الإعلام؛ “لأنه حزب مسؤول، ويدرك أن المرحلة هشة، ولا تحتمل المناكفات السياسية، واحترم الحزب اجتهاد المجلس الرئاسي”، ولكنه لم يكن موافقا على كل ما يجري، مشيرا إلى أن هذا الكلام الآن ليس من باب تسجيل المواقف، بل هي وقائع موثقة ومثبتة، ومن حق أعضاء الحزب ومؤيديه وكافة الشعب الليبي أن يدركوا ذلك، وفق قوله .
مشروع إقليمي
وأضاف صوان بأن الحزب قدم رؤيته للمجلس الرئاسي بعد رفض البرلمان “غير المبرر” منح الثقة للحكومة، والإيفاء بواجباته تجاه الاتفاق السياسي، وعرقلة تنفيذه؛ لصالح مشروع إقليمي، وبعد ضغط من فريق الحوار طلب من المجلس الرئاسي مباشرة عمله، وتشكيل حكومة، وتفويضها؛ لممارسة مهامها، وصدر قرار مجلس الأمن 2259 مؤيدا لذلك، على أن يقوم مجلس النواب بما يجب عليه فيما بعد.
فحوى الرؤية
أكد صوان أن رؤية حزبه تقوم على أخذ الأمور بقوة، والبدء بشكيل حكومة من ذوي القدرة والكفاءة، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، والعمل على ترتيب وتسمية قادة للمناطق العسكرية، والمسارعة في تفعيلها، وتفعيل كافة المؤسسات الأمنية الأخرى، وعدم انتظار البرلمان ومماطلاته، وإقامة النموذج الصحيح في المناطق الخاضعة لحكومة الوفاق، وهي الغرب والوسط والجنوب، وأن الجزء الشرقي سوف يلتحق بمجرد قيام النموذج الصحيح، وتحقق الاستقرار، وتوفر الخدمات في مناطق حكومة الوفاق.
وأشار صوان إلى أن أصواتا أخرى كانت تدفع باتجاه مختلف يقوم على الانتظار حتى تحل الأزمة السياسية وتجتمع كل الأطراف، وكل ليبيا تحت حكومة الوفاق، ويفي البرلمان باستحقاقاته، وتتوحد المؤسسات السيادية كالجيش والمصرف المركزي وغيرها، وأن الانطلاق بجدية قبل ذلك يزيد من الشرخ والانقسام حسب زعمهم ، وأن على حكومة الوفاق أن تنتظر حتى تتمكن من احتضان الجميع، ثم تنطلق بالجميع، وأن يقتصر دور حكومة الوفاق على بعض المهام الضرورية التي لابد منها كالتمثيل الدبلوماسي وغيره .
تخدير سياسي
وبين صوان أنه في نفس الوقت كان هناك من المستشارين، وبعض الأطراف، والدول المؤيدة لحفتر والرافضة للاتفاق السياسي من يدفع السراج والمجلس الرئاسي للأخذ بهذا الاتجاه الأخير كنوعٍ من التخدير السياسي، وليس بحسن نية من البعض، بل لكي تبقى الحكومة دون المستوى، ويبقى المجال مفتوحا؛ لتسويق الحل العسكري كخيار وحيد، بل هم من تحت الطاولة ينتقدون تباطؤ الحكومة، نحن كنا ندرك ذلك، ونعي ما يجري، لكن لم يستمع أحد لنصحنا، حسب قوله.
ورأى صوان أن المرونة مطلوبة، ولكن ليست على حساب التعجيل ببناء المؤسسات وتفعيل الحكومة والجدية وفرض سيادة الدولة، مشيرا إلى أن حزب العدالة والبناء كان يريد السير في خطين موازيين، راجيا “أن يكون السراج قد أدرك الآن ذلك”، وهو ما تدل عليه ردة فعله القوية من عدوان حفتر ومشروع عسكرة الدولة، وتمسكه بخيار الدولة المدنية، وهذا ما يدعونا جميعا إلى الإشادة به ودعمه.