أزاح تحرير غريان من قوات الجيش الليبي الستار عن الدعم العسكري الواضح لقائد عملية الكرامة، فبعد تحرير المدينة عثرت قوات الجيش على أسلحة متطورة أمريكية الصنع تركتها عناصر حفتر وراءها وهي تفر من ضربات قوات الجيش.
هذه الأسلحة المتمثلة في صواريخ “جافلين” وذخائر وطائرات مسيرة كشفت حجم الدعم الموجه لحفتر من أجل السيطرة على طرابلس وكامل ربوع البلاد، وقد بدأ يظهر جليا أن فرنسا والإمارات هما الداعم الرئيس لحفتر ومتورطتان في قتل الليبيين وتدمير ممتلكاتهم.
بالأمس القريب وعند تحرير غريان عرضت قوات الجيش الليبي هذه الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة الأمريكية لفرنسا والإمارات، وأعقب ذلك تحقيق أمريكي لمعرفة كيف وصلت هذه الأسلحة المتطورة إلى ليبيا على الرغم من حظر السلاح المفروض عليها من مجلس الأمن.
الأسلحة بيعت لفرنسا
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت إن الصواريخ الأمريكية التي عثرت عليها قوات الجيش الليبي في مدينة غريان يونيو الماضي باعتها الولايات المتحدة إلى فرنسا عام 2010.
وأوضحت الصحيفة، أن الأسلحة وجدت في مقر “المتمردين الموالين لخليفة حفتر” الذي يسعى للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، مبينة أن هذا الأمر ينتهك اتفاقية البيع مع الولايات المتحدة وحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا؛ الأمر الذي من شأنه أن يثير خلافا بين واشنطن وباريس.
اعتراف فرنسي
وسرعان ما جاء الاعتراف الفرنسي بما جاء في تقرير “نيويورك تايمز” عبر وزارة الدفاع الفرنسية، التي أكدت إرسال صواريخ “جافلين” الأمريكية إلى عناصر حفتر، ووجود وحدة عسكرية فرنسية لأداء مهمة في ليبيا.
وأفصحت الوزارة، أن الهدف من إيصال الصواريخ كان لغرض الحماية الذاتية للوحدة العسكرية التي قالت إنها أُرسلت للقيام بعمليات لمكافحة “الإرهاب“، وتحججت الوزارة قائلة ”كانت الأسلحة معطوبة وغير صالحة للاستعمال، وكانت مخزنة بشكل مؤقت في مستودع تمهيدا لتدميرها“.
واشترت الحكومة الفرنسية “صواريخ جافلين” التي عثر عليها في “قاعدة للمقاتلين” في ليبيا من الولايات المتحدة، ولم يكن الهدف هو بيعها أو نقلها إلى أي طرف في الصراع الليبي، وفق قولها.
وبعد هذا الاعتراف الواضح والصريح لفرنسا بإرسال هذه الصواريخ التي قالت إنها معطوبة، يبقى السؤال كيف لدولة مثل فرنسا أن ترسل وحدة عسكرية إلى ليبيا في مهمة لمكافحة الإرهاب بأسلحة معطوبة؟