بعد فضيحة الصواريخ الأمريكية والأسلحة النوعية المتطورة التي زودت بها دولة الإمارات حفتر، ما الذي يمنع السراج من الإدانة العلنية لأفعال الإمارات، والتصعيد تجاهها؟
لا نجد تفسيرا مقبولا بأي شكل من الأشكال، لمهادنة دولة تعلن عليك الحرب وتقصف مدنك بأفضل ما توفر لها من إمكانات، وتجنّد المرتزقة ليطيحوا بحكومتك وعاصمة بلادك، إلا الخوف من لوبي رجال الأعمال المحيطين بك، ممن لهم مصالح اقتصادية وحسابات بنكية في تلك الدولة العابثة، التي لازال يقودها مراهقون غرّتهم الطفرة الاقتصادية التي يعيشونها دون حول منهم ولا قوة.
في ليبيا الموقف يتطور على نحو لا يمكن السكوت عنه، عاصمتها تدمر ويقتل أبناؤها، والقتلة هم حكام أبوظبي والرياض والقاهرة، العاجزون عن استعادة أراضيهم المحتلة حتى اليوم وغدا، ولا زال عمق أراضيهم مكشوفا أمام ضربات رجال اليمن الفقراء الشجعان، مع ذلك لا تنفك هذه العواصم تصدّر لنا الشرور وتجلب لنا المرتزقة لقتلنا، إلى جانب من باعوا لها أنفسهم من أبناء جلدتنا، ثم تبعث بطائراتها الحديثة للانتقام من ليبيا، لا لشيء إلا أنها تطلعت إلى مستقبلها الذي اختاره شعبها، بعيدا عن إقطاعيات القرون الوسطى وعصور الاستبداد.
باتت ليبيا أرضا مستباحة عندهم، فأي شيء تنتظره الدولة الليبية حتى تقطع العلاقات مع هذه الدول المعتدية؟ وتسحب أي تمثيل دبلوماسي لها، نحن في غنى عنه، هل كثير على ليبيا أن تخرج يا “سرّاج” وتعلن عن قطع العلاقات؟
هل كثير عليها أن تحدد أسماء هذه الدول بوضوح ودون مواربة؟
أي دبلوماسية مع من يقتل أبناء شعبك في وضح النهار ويجلب لهم المرتزقة لينتهكوا حرمات بيوتهم؟
افعلها يا سراج.. فليبيا أكبر من هؤلاء ومن مصالح ضيقة لثلة من رجال الأعمال، فكل قطرة دم تسفك في ليبيا أغلى من أبراجهم.. نحن أصحاب الأرض والتاريخ، وهم الطارئون الذين بنوا دولة من زجاج على شفا جرف هار، ستهوي بهم مع أول هبات نسمات التغيير..
افعلها يا سراج.
الكاتب أبوبكر البغدادي
المصدر: صحيفة لناس الليبية