في الـ4 من أبريل الماضي أعلنت قوات حفتر دخولها غريان واتخاذها نقطة انطلاق لعملية تحرير طرابلس من المليشيات والإرهاب كما زعم حينها.
وحاول إعلام حفتر آنذاك التسويق لقوة حفتر وخبرته العسكرية، وأنه الرجل الذي لم يهزم عسكريا، وتغاضى عن أن المدينة سلمت له من قبل المدعو عادل دعاب بعد تحصله على مبلغ مالية من الإمارات وفق بعض المعلومات.
وعقب سيطرة قوات حفتر المزعومة على المدينة خرجت قوة حماية غريان منها والتحقت بصفوف قوات المنطقة العسكرية الغربية بقيادة اللواء أسامة اجويلي، وشاركت في العمليات العسكرية ضد قوات حفتر المعتدية على مدينتها وبعض المدن الغربية.
وقامت قوات الكرامة بحملات اعتقال ممنهجة ضد من يفوه بكلمة عن قائدها أو يبدى اعتراضه عليه ومارست الترهيب على الأهالي وافتتحت فرعا آخر لشارع الزيت هناك.
ولكن أهالي غريان أبوا الرضوخ لهذا المتعجرف وقواته ونفذوا عدة عمليات نوعية ضد قواته المتمركزة في المدنية رغم القبضة الأمنية التي تفرضها، فقتلوا منهم واستحوذوا على آلياتهم، ومنعوا إقامة الاستيقافات في بعض مناطق المدينة.
رفض أهالي غريان لحفتر أظهر حقيقة ما روج له إعلامه لسنوات بأن المنطقة الغربية تنتظر جيشها، طوق نجاتها، وفق ترويجه،، وأنها سئمت الفراغ الأمني، والإرهاب، وتنتظر ساعة الصفر؛ لتحريرها، إلا أن الواقع أثبت أنها تنتظر ساعة الصفر، ولكن ليس ساعة الصفر المروج لها من قبل إعلامهم، وإنما ساعة الصفر؛ لاحتضان أبنائهم من قوة حماية المدينة.
هشاشة سيطرة حفتر على غريان اتضحت جليا عندما أعلنت قوات الجيش الليبي بدء عملية تحريرها من قبضة حفتر وقواته، فلم تستغرق العملية إلا ساعات معدودة فأرجعتها إلى حضن أبنائها وقوات الجيش.
وبعد سيطرة قوات الجيش على كامل المدينة استحوذت على غرفة العمليات الرئيسية التي يقودها عبدالسلام الحاسي المقرب من حفتر، وفر هاربا من ضربات الجيش المحكمة لاسترداد المدينة، إضافة إلى الاستحواذ على 3 طائرات مسيرة مدتها به الامارات حفتر في عملية تحرير طرابلس التي راودها الفشل.
تحرير غريان أهبط معنويات مناصري حفتر، ووصل صداه الرجمة، وترهونة التي لا تزال مختطفة، وبرهن على أن مشروع حفتر الدولي بات يشوبه الفشل.