منذ أن أعلن حفتر في الـ4 من أبريل الماضي هجومه على العاصمة طرابلس لم يتحدث عن الحل السياسي بل أصر على رؤيته السابقة أن الحل لن يكون إلا عسكريا وعبر فوهات السلاح.
بدا هذا الموقف يتغير بعد الأخبار المتتالية حول زيارات سياسيين إلى الرجمة وتصريحاتهم أنهم بحثوا مع حفتر الحل السياسي للأزمة الراهنة، وهذا ما كشفه موقع إيطالي أفصح أن حفتر والمبعوث الأممي إلى ليبيا بحثا تشكيل حكومة وحدة وطنية وإيقاف الحرب الجارية حاليا، ومن هنا اتضح أن حفتر بدأ يقر بفشل الحل العسكري للأزمة الحالية ويرغب في الذهاب للحل السياسي.
الرجمة التي تبعد عن وسط بنغازي نحو 25 كيلومترا والتي لم تفتح أبوابها لأي حوار سياسي طيلة 80 يوما ولم تسمح بالحديث عن حل سياسي ـ بدأت باستقبال السياسيين لعل أبرزهم غسان سلامة والسفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا.
وعقب زيارة سلامة ولقائه حفتر أكدت البعثة الأممية عبر تغريده على حسابها الرسمي، أن حفتر وسلامة تطرقا إلى الوضع الإنساني في طرابلس، وسبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول للحل السياسي.
أما أوفتشا فقد غرد على حسابه الرسمي بتويتر ” أنه جدد خلال اجتماعه بخليفة حفتر في الرجمة شرق ليبيا رفقة المدير الإقليمي لوزارة الخارجية الألمانية “كريستيان بوك”، التأكيد على أن بلادهم لا تؤمن بالحل العسكري في ليبيا.
ودعا “أوفتشا”، في تغريدة له على حسابه بتويتر، حفتر إلى العودة إلى العملية السياسية، ومعالجة جميع المخاوف الأمنية والاقتصادية المشروعة تحت قيادة الأمم المتحدة.
وتبقى هذه الزيارات للرجمة، التي تشير الأخبار إلى أن هناك زيارات أخرى ستتلوها لمسؤولين دوليين، هي من تؤكد أن حفتر الذي لم يقر بفشله العسكري في طرابلس بدأ يبحث عن مخرج سياسي ينقذه مما هو فيه الآن.