قالت مصادر إعلامية تابعة لعملية الكرامة، خلال الأيام القليلة الماضية، إن عددا من القادة العسكريين والكتائب الأمنية أعلنت انشقاقها عن قوات الجيش الليبي للانضمام لقوات حفتر.
هذه الأخبار تداولتها صحف ووكالات أخبار محلية ودولية وتباينت الآراء حول مصداقية هذه المعلومات بعد التشكيك في أسماء الكتائب المنشقة، لا سيما بعد ظهور المدعو “الغدوي”، الذي كان برفقة ميليشيا “الكانيات” في هجومها الأول على العاصمة طرابلس، في مقطع مصور يعلن فيه انشقاقه عن قوات الوفاق.
غياب المبررات الأخلاقية
بعد خروج هذه المعلومات، قال الكاتب السياسي علي أبوزيد، إن الآلة الإعلامية التابعة لحفتر تعاني حالة إرباك وفوضى؛ لغياب المبررات الأخلاقية للحرب التي يشنها حفتر على العاصمة طرابلس، ولذلك خرج خطابها عن أي إطار مهني أو موضوعي.
بوزيد، أوضح في تصريح للرائد، أن لجوء هذه الآلة الإعلامية للفبركة والتزييف، ونشر الأخبار الكاذبة عن وجود انشقاقات في قوات حكومة الوفاق يعكس حالة الانهزام والخيبة التي تعيشها قوات حفتر، الأمر الذي جعلها تبحث عن أي نصر ولو كان زائفاً للرفع من الروح القتالية لقوات حفتر التي باتت في الحضيض، حسب قوله.
طمأنة الممولين محليا ودوليا
من جانبه، رأى الكاتب المصري والمهتم بالشأن الليبي علاء فاروق، أن هذه الأخبار تدخل ضمن إطار التضليل الإعلامي والحرب النفسية التي يمارسها الإعلام الحربي لقوات حفتر؛ لتحقيق بعض الأهداف، ومنها ما يخص قواته ومؤيديه من رفع للروح المعنوية لدى جنوده وطمأنة مموليه المحليين والإقليمين.
فاروق أكد، في تصريح للرائد، أن هذه الأخبار هدفها الأساسي هو إحداث بلبلة وتشتيت بين صفوف قوات حكومة الوفاق، والتشكيك في وحدتها، ممهدة لحالة من التواصل مع بعض الكتائب حتى وإن كانت صغيرة طمعاً في شراء ولائها بالمال أو المناصب.
كتيبة لا وجود لها في الواقع
وقال المحلل السياسي محمود إسماعيل، إنه لا يوجد أي أصل لهذا الموضوع، وإن الكتيبة التي يتحدت عنها إعلام حفتر لا وجود على أرض الواقع، ولم تقاتل يوما مع حكومة الوفاق، ولا أحد يعرف مكانها الآن.
وأكد إسماعيل، في تصريح لوكالة “سبونتك” الروسية، أن اعلام حفتر يلجأ لمثل هذه الأخبار لرفع الروح المعنوية لجنوده، بعدما عجز عن تحقيق أي مكسب على أرض الواقع في معركته لدخول طرابلس، حسب قوله.
وبعد ما جاء به إعلام الكرامة في حديثه عن انشقاقات وانسحابات لقادة وكتائب أمنية تابعة لقوات الوفاق وانضمامها لصفوف مقاتلي حفتر، وما جاء به حفتر نفسه في مقابلة صحفية وحديثه عن السلام والحل السياسي، يبقى السؤال مطروحاً: هل يعكس هذا التخبط في التصريحات حقيقة ما يجري في أرض الواقع؟!