في تأكيد على هزيمة حفتر في طرابلس بعد مرور أكثر من سبعين يوماً من هجوم قواته عليها، والذي واجهته قوات الجيش الليبي والقوات المساندة لها بالقوة اللازمة، الأمر الذي جعلها تتراجع عن الأماكن التي وصلت إليها أول مرة.
تتجه مواقف عدد من الدول الداعمة له مند بدء عملية الكرامة في 2014 لتغيير مواقفها من الأزمة الليبية الذي كان حفتر سبباً رئيسياً فيها من خلال مستوى الدعم الذي يصله منها عبر شحنات الأسلحة التي كانت تصله من البر ومن البحر.
مواقف تلك الدول بدأت في التغير عبر إيضاحها أو إعلانها في بيانات مشتركة مع عدد من الدول أثناء زيارات قام بها مسؤولو تلك الدول ومن بينها مصر والإمارات وفرنسا.
فرنسا تحذر من تجاوز الصراع لحدوده
أولى المواقف المسجلة كانت لوزير الخارجية الفرنسي، جان لودريان الذي قال من العاصمة المغربية الرباط، إن احتمالية ظهور “تنظيم الدولة” في الجنوب الليبي بسبب تدهور الأوضاع في ليبيا قد ينعكس سلباً على أمن دول الجوار وفرنسا، مع وجود عوامل عديدة من بينها تهريب السلاح والبشر والمخدرات، وفق قوله.
وهذا يُظهر أو يؤكد أن عملية حفتر التي كان يراد منها السيطرة الفرنسية والإماراتية والمصرية على ليبيا عبر حفتر قد فشلت عبر التسويق لها سياسياً، وعسكرياً بتزويده بالسلاح والخبراء، بعد مرور كل هذا الوقت الطويل الذي ثبت فيه أن حفتر وقواته لا يمكنها أن تغير من الوضع في ليبيا لصالحها.
هذا الأمر جعل “لودريان” “يفصح أن موقف بلاده واضح بضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا” دون الدخول في اتجاهات ضبابية، وفق قوله.
وكان رد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع لودريان، بأن أكد، أن الوضع على الأرض الليبية متدهور؛ بسبب التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، مؤكداً أن بلاده تسعى لضمان استقرار المنطقة، ولا يمكن أن تجعل من ليبيا أرضية لتسوية النزاعات.
وأكد بوريطة، أنه أوصل رسالة للودريان مفادها أن اتفاق الصخيرات مرحلة مهمة جدا، ويجب أن يُطبق الاتفاق من قبل فرقاء الأزمة في ليبيا.
وفي نفس الوقت ظلت الخارجية الفرنسية تؤكد في كل وقت، دعمها للحكومة الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق الوطني.
ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي
ومن الجانب المصري، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ ، أن وزير الخارجية المصري أكد ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي وتغليب الأهواء الشخصية والضيقة على المصالح الوطنية الليبية.
وأضاف حافظ، أن شكري بيّن خلال الاجتماع الذي عقد من يومين في تونس مع وزراء خارجية تونس، خميس الجهيناوي، والجزائري، صبري بوقادوم، أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث نحو دعم الحل السياسي في ليبيا.
تصعيد الصراع أمر بالغ الأهمية
وفيما يخص دولة الإمارات بوصفها الداعم المهم لحفتر، فقد قال ولي عهدها، محمد بن زايد آل نهيان، إن الحيلولة دون تصعيد الصراع أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وهو أولوية يجب أن تكون بالنسبة للمجتمع الدولي ككل.
جاء ذلك في بيان مشترك حول الوضع في ليبيا، صدر عقب زيارته لألمانيا ولقائه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أعلنت فيه الدولتان، أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر، وأن الإطار السياسي للمبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية الحالية.
ومع محاولة الدول المذكورة إخراج حفتر من عمق الزجاجة بعد فشله في السيطرة على طرابلس لا تزال هذه الدول تقف عائقا أمام حلم الليبيين في بناء دولتهم المدنية.