منذ عام 2014 وبعد إطلاقه لـ”عملية الكرامة” لم يهدأ حفتر في محاولاته للسيطرة على الحكم، خون الجميع واتهمهم بالعمالة والإرهاب، والكل مخطئ وهو الوحيد المنقذ، اتهامات صاحبتها محاولات عديدة للسيطرة على المصدر الأساسي لقوت الليبيين ألا وهو الذهب الأسود “النفط” ليُصبح ورقة ضغط من قبل حفتر على المجتمع الدولي.
من البريقة البداية
في الرابع عشر من سبتمبر عام 2016، أعلنت قوات الكرامة سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي، الأمر الذي اعتبره حينها المبعوث الأممي السابق للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر فعلا “سيزيد الشقاق ويؤثر على صادرات النفط”.
تحذيرات كوبلر لم تُؤخذ بعين الاعتبار من قبل حفتر ومناصريه إلا أنها دفعت الولايات المتحدة وخمسة من كبار حلفائها الأوروبيين الداعمين لحكومة الوفاق في طرابلس، إلى إصدار بيان دعوا فيه “قوات حفتر الموجودة في الهلال النفطي للانسحاب الفوري وغير المشروط”.
حفتر يتراجع عن تصدير النفط عن طريق المؤسسة الموازية بعد ضغط أمريكي
في يونيو من العام الماضي، حاول حفتر أن يمنع المؤسسة الوطنية للنفط التابعة لحكومة الوفاق من ممارسة مهامها في تصدير النفط من منطقة الهلال النفطي، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ ويسلّمها للمؤسسة في طرابلس
وعلى الرغم من تبرير حفتر تسليمه الموانئ النفطية لمؤسسة طرابلس بقوله، إن الجميع وافق على النقاط الخمس التي وضعها، إلا أن صحفاً وقنوات محلية ودولية كشفت أن هذه الخطوة جاءت بعد رسالة “شديدة اللهجة”، وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لـ”معرقلي تدفق النفط الليبي”. بالإضافة لضغوطات المجتمع الدولي عليه، وإرغامه على التراجع”.
الحقل الأكبر “الشرارة”
بعد ثلاث سنوات من الاستيلاء على منطقة الهلال النفطي، دخلت قوات حفتر في، الثاني عشر من فبراير الماضي، الاثنين، إلى حقل الشرارة النفطي، القريب من مدينة أوباري جنوب غرب ليبيا.
مصادر محلية صرحت حينها أن قوات حفتر دخلت الحقل بقيادة المقدم أغلس التارقي، عقب خروج قوات حكومة الوفاق الوطني الذين كانوا مكلفين بحراسته، في عملية تسليم واستلام شريطة تجنيب مدينة أوباري أي اشتباكات.
رأس لانوف واستخدامات عسكرية
في الخامس من يونيو الجاري، مجموعة مكونة من حوالي 80 عسكريا بقيادةعبد الله نور الدين الهمالي، دخلوا ميناء رأس لانوف، واستولوا على أحد المباني داخل الميناء، وخصصوه للاستخدام العسكري، الأمر الذي اعتبرته المؤسسة قد يجبرها على سحب موظفيها؛ حفاظاً على سلامتهم.
المؤسسة الوطنية للنفط خرجت عن صمتها، الخميس، لتعبر عن قلقها الشديد إزاء الوجود العسكري المتزايد بميناء رأس لانوف النفطي، ومحاولات قوات حفتر تزويد سفينة حربية بالوقود من داخل الميناء ما قد يحوله إلى هدف عسكري.
وأضافت المؤسسة عبر موقعها الرسمي، أن المجموعة استولت على وجبات الطعام المخصصة للموظفين، وعدد 31 مسكنا مخصصا لموظفي شركة الهروج للعمليات النفطية – الشركة المشغلة للميناء والتابعة للمؤسسة الوطنية للنفط.
وبعد الاعتداءات المتكررة على المنشآت النفطية من قبل قوات حفتر وادعائه المحافظة على قوت الليبيين في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسة الموازية في بنغازي ببيع النفط دون الرجوع للمؤسسة المخولة بذلك في طرابلس، هل بدأ حفتر في إرضاء حلفائه على حساب مصدر رزق الليبيين ؟!