قرر المجلس الرئاسي في مطلع، مايو الماضي، بدء جولة أوروبية لإطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الوضع على الأرض في طرابلس وتوصيل مطالب غالبية الليبيين في إقامة دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها التداول السلمي على السلطة.
بعد أكثر من شهر يبدو أن جولة الرئاسي الأوروبية، بدأت تجني ثمارها، بعد أن وصلت اليوم لجنة من الاتحاد الأوروبي لعقد سلسلة من اللقاءات مع المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة حول الأوضاع في العاصمة طرابلس.
وعقدت لجنة الاتحاد الأوروبي اليوم 3 جلسات مختلفة ومنفردة مع عمداء البلديات وقادة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنشطاء والحقوقيين لتوضيح كل مايحدث في طرابلس والوقوف على حقيقة الأمر.
بدون تشويش
عضو المجلس الأعلى للدولة نعيمة الحامي أكدت أن كافة الأطراف التي اجتمعت مع لجنة الاطلاع بالاتحاد الأوروبي أوصلوا لهم الصورة الحقيقة بأن خليفة حفتر مجرم حرب والاعتداء على طرابلس يعتبر اعتداء على مدنية الدولة.
وأوضحت الحامي، في تصريح لقناة “ليبيا الأحرار”، أن الصورة الحقيقية بشأن ما يحصل في طرابلس وضحت لدى لجنة الاتحاد الأوروبي التي تزور طرابلس الآن دون تشويش، لافتة بأن الجميع اتفق أنه لا لعودة الدكتاتورية وإلى نقطة الصفر التي يريدها حفتر.
وشددت الحامي على ضرورة التمسك بما نادت به ثورة 17 فبراير وهي مدنية الدولة والتعددية ودولة القانون والدستور وضرورة وقوف حفتر أمام محكمة الجنايات الدولية.
في انتظار قرار موحد تجاه ليبيا
من جانبه قال عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، الاثنين، إن زيارة لجنة من الاتحاد الأوروبي إلى طرابلس تأتي للوصول إلى مخرجات ينتج عنها قرار موحد من الاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا.
وأضاف بن شرادة، في تصريح لوكالة “سبوتنك” الروسية، أن هذه الزيارة تأتي في إطار انقسام الاتحاد الأوروبي حول الأحداث في ليبيا، موضحا أن اللجنة ستعقد اجتماعات مع المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة وتجري جولة ميدانية للاطلاع على مجريات الأزمة بطرابلس.
وأشار بن شرادة إلى أن الدول العربية الفاعلة حسمت أمرها مع طرف من الأطراف الليبية منذ بداية الانقسام، وأن تدخلهم في الأزمة عبارة عن دعم بالأموال والسلاح الذي يخترق أجسام أبناء الوطن مطيلا عمر الحرب الدائرة في ضواحي العاصمة طرابلس.
بدوره المجتمع الدولي شهد تخبطات عدة في المواقف والآراء من عدوان حفتر، بعض الدول أيدت العدوان على طرابلس كدولة فرنسا، قبل أن تتراجع عن تصريحاتها وتعلن دعمها لحكومة الوفاق بعد أن خرجت ضدها مظاهرات عدة تطالبها برفع يدها عن حفتر وعدم التدخل في الشأن الليبي، بالإضافة لروسيا التي أعلنت باستقبالها لقائد قوات الكرامة خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في أكثر من مناسبة دعمها لحفتر.
وبعد أن أطلعت الجهات الرسمية والمدنية لجنة الاتحاد الأوروبي على حقيقة الوضع على الأرض، ونجاح حكومة الوفاق في استقبال اللجنة وفرض هيمنتها الأمنية على العاصمة، هل سيغير تقرير اللجنة الأوروبية موقف المجتمع الدولي من العدوان على طرابلس ؟!