رغم ادعاء قائد عملية الكرامة خليفة حفتر أن قواته سيطرت على المنطقة الجنوبية وأمّنتها إلا أن الجنوب لا زال يعاني، وحالة الانفلات الأمني لا تزال سائدة على ربوع مناطق الجنوب، بل تتالت الأزمات، وتوسعت رقعة الانفلات الأمني بعد أشهر من مزاعم سيطرة قوات حفتر عليه.
الجنوب الذي يعاني منذ سنوات من نقص في الخدمات وانفلات الوضع الأمني في ظل عجز الأجهزة الأمنية هناك، حاول حفتر من خلال إعلامه الترويج عبر أخبار زائفة بأن الجنوب مؤمن وأن كل الأجهزة الأمنية مفعلة وتعمل بشكل طبيعي، ولكن الواقع يفند هذه الادعاءات، وكثف تنظيم الدولة هجماته على مدن الجنوب والمقار الأمنية، ونشبت حروب أهلية بعد دخول حفتر وقواته إلى المنطقة.
الفقهاء وغدوة
فالواقع بمنطقتي الفقهاء وغدوة الواقعتان في الجنوب يفند ما يزعم به إعلام حفتر وتعرضتا لهجمات من قبل تنظيم الدولة أكتر من مرة بعد دخول قوات حفتر للجنوب.
الهجمات خلفت وراءها عددا من القتلى، إضافة إلى اختطاف عدد من الأهالي وتدمير وحرق مراكز الشرطة بعد ذلك تعرضت الفقهاء إلى هجوم من قبل تنظيم الدولة وكان النصيب الأكبر للهجمات لبلدة غدوة التي هاجمها التنظيم 3 مرات متتالية في ظل غياب واضح لحفتر وقواته هناك.
تمنهنت لم تسلم
قاعدة تمنهنت التي تعتبر المركز الرئيس لتمركز قوات حفتر في الجنوب لم تسلم هي أيضا من الانفلات الأمني بالجنوب فقد شن تنظيم الدولة في مايو الماضي هجوما على القاعدة ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة قرابة 12آخرين جراء الهجوم.
التنظيم الذي هاجم القاعدة في ساعات الصباح الأولى مستغلا الفارغ الأمني بها استحوذ على آليات وذخائر تابعة لقوات حفتر، وعبث بمرافق القاعدة قبل أن يغادرها دون أن يتعرض لأي مقاومة تذكر.
تصفية واعتقالات بمرزق
وشهدت مرزق انفلات أمني بعد دخول حفتر وقواته إلى المدينة، فمنذ دخولها إلى المدينة بدئت عمليات الاعتقالات والتصفية للمعارضين لحفتر وقواته ووجود العديد من المقابر الجماعية وعمليات تعذيب قبيل القتل، فزرع حفتر وقواته بين أبناء مرزق فتنة بين القبائل التي لا تزال تقاتل بعضها في المدنية حتى اليوم.
فأكدت مصادر من مرزق أن موالين لحفتر أحرقوا ودمروا منازل لأهالي من مكون التبو كنوع من أعمال انتقامية الغرض منها زرع الفتنة بين المكونات.
سبها والأمن
بدورها سبها المركز الرئيس للمنطقة الجنوبية لم يستطيع حفتر وقواته تأمينها رغم محاولات إعلامه رسم صورة أن سبها آمنة حيث صرح عميد البلدية حامد الخيالي في وقت سابق للرائد أن إشكالية البوابات الوهمية في المدينة لا تزال موجودة فقد قتل امرأتان وطفل بعد تعرضهم إلى إطلاق نار في بوابة وهمية.
وخرجت مظاهرات بالمدينة في الفترة الماضية تطالب بتفعيل الأجهزة الأمنية التي زعم حفتر تفعيلها، فالأهالي أنهكتهم حالة الانفلات الأمني وحالات الخطف بالمدينة، ورفعوا شعارات تدعو إلى وضع حلول جذرية لها.
آخر الخروقات الأمنية في سبها هو إرسال مصرف ليبيا المركزي شحنة سيولة للمصارف العاملة بمدن المنطقة الجنوبية بقيمة تقدر بأكثر من 120 مليون للتخفيف قليلا عن معاناة أهل الجنوب لتتعرض هذه الشحنة لعملية سطو مسلح وقتل شخصين، وسرقة القيمة المالية مع وجود قوات حفتر التي تدعي أنها تؤمن الجنوب.
الهجوم على النفط
وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط الاثنين، الهجوم الذي تعرضت له المحطة 186 في حقل الشرارة النفطي باستعمال قاذف “آر بي جي”.
وطالبت المؤسسة ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية في كافة أنحاء البلاد، خاصة داخل أهم المنشآت الوطنية للطاقة والمناطق المحيطة بها، موضحا أن هذا الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية ولم يؤثر على إنتاج الحقل.
في ظل كل هذه الانتهاكات التي حدث بعد ادعاء حفتر تأمينه للجنوب يبقى الجنوب يعاني من الانفلات الأمني وتفاقمت معناة المواطنين في ظل إغلاق المطارات، وعدم تأمين الطرق التي من المفترض أن تؤمنها قوات حفتر.