اتهم رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، القوات التي يقودها حفتر، بأنها تضم “خليطا غير متجانس يضم جماعة دينية، ومجموعات قبلية ومناطقية، وميليشيات إجرامية”.
ففي حربه على طرابلس استخدم حفتر الغطاء الديني لتبرير هجومه والدمار الذي خلفه حتى الآن، وصدّر الخطاب الديني في عدوانه على طرابلس الذي اختار له اسم “الفتح المبين”
هذه المجموعات الدينية المسلحة تستند على تبرير حربها على فتاوى تصف قوات حكومة الوفاق بالخوارج، وتبرر قتالهم بل وأفتت لقوات حفتر بالإفطار في رمضان استنادا إلى قتال المسلمين لمشركي مكة والتتار، وهو ما أثار غضبا شديدا؛ لاستباحتها دماء أهل العاصمة .ووصفهم بهذه المغالطات
هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الوفاق ردت على هذه الفتاوى والبيانات الصادرة عن إفتاء الحكومة الموزاية قائلة، في بيان لها إن الاعتداء وتدمير منازل الآمنين هذه الأيام، وابتداءَ فتح النار عليهم، والمعاناة التي نعيشها اليوم والتي ما شهدنا مثلها مطلقا في الأيام الخالية التي تصفون العاصمة فيها بالمخطوفة من قبل المليشيات، متسائلة عن هذه الفتاوى المستهجنة التي عمَّقت الجرح في كل بيت، ودمرت العاصمة، ووصفتها بالمغتصبة، ووصفت كل أهلها بالخوارج، في الوقت الذي كادت فيه البلاد أن تجتمع في مؤتمر جامع فريد من نوعه يتوقع منه أن يدفع كل سوء للفرقة بأقل خسائر وتكاليف في الأرواح والأموال.
وتساءلت الهيئة، في البيان الذي ردت فيه على دار الإفتاء الموزاية، عن مصير الشباب الذين أقحمتهم هذه الفتاوى لتسعير هذه الحرب على إخوتهم المسلمين في العاصمة، قائلة إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الأذان في قبيلة منع من غزوها، ولو وقفتم على مشارف العاصمة وقت الأذان لأدركتم خطأكم.
“السلفية المدخلية”
ورأى الكاتب علي أبوزيد أن السراج يقصد “السلفية المدخلية”؛ فحفتر منذ إطلاقه عملية الكرامة استعان بـ “الفكر المدخلي المتطرف”، ليوفر .له الغطاء الديني والفتاوى المؤيدة له حسب الطلب
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن هذا التيار أتاح كل الإمكانيات لتشكيل ميليشياتهم المسلحة التي يتهم بعضها بارتكاب جرائم، أبرزها التصفية الجسدية والإخفاء القسري لعدد كبير من المشايخ والخطباء ومحفظي القرآن، وتتهم إحدى ميليشياتها بارتكاب مجزرة الأبيار التي أودت بحياة أكثر من 35 ضحية، كما أن حفتر مكّن هذا التيار من المؤسسة الدينية في الشرق فسيطر على الأوقاف والإفتاء، وصارت المنابر حكرًا عليه، تسبّح بحمد حفتر وتقدس له.
وأوضح أبوزيد أن محمود الورفلي المطلوب للجنائية الدولية الذي ظهر في أكثر من فيديو وهو يقوم بتصفية بعض الأسرى ـ كان يردد فتاوى هذا التيار، مشيرا إلى أن هذه المجموعة ما زالت تصدر الفتاوى لدعم حفتر في حربه على طرابلس، وتشارك في هذا القتال، ومن أبرز المشاركين كتيبة سبل السلام السلفية من مدينة الكفرة.
الفكر المدخلي
من جانبه أكد الكاتب عبد الله الكبير أن السراج قصد في تصريحه المجموعات السلفية المعروفة في ليبيا بـ “المداخلة”؛ لأن لهم عقيدة خاصة توجهها فتاوى الشيخ السعودي ربيع المدخلي.
وبيّن الكبير، في تصريح للرائد، أن حفتر استغل هذا المنهج في حربه؛ لأن أصحابه مطيعون لتعليمات شيخهم السعودي المدخلي، وبما أن السعودية مساندة لحفتر فالفتاوى القادمة من هناك تأمرهم بالقتال معه.
ومع كل هذه التصريحات التي أوضحت المقصود في تصريح السراج، يبقى السؤال لماذا يقف هذا التيار مع حفتر في حربه على طرابلس؟