في الرابع من أبريل المنصرم قرر حفتر الهجوم على طرابلس مستخدما في سبيل ذلك كل أنواع الأسلحة التي طالت كافة مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسات التعليمية، فقوات حفتر قصفت في بداية عدوانها مدرسة القدس في منطقة عين زارة جنوب طرابلس، مما أسفر عن أضرار مادية في مبنى المدرسة.
ولم تقتصر تداعيات الحرب على طرابلس على تهجير المواطنين الذين تجاوز عددهم 70 ألف نازح بل طالت العملية التعليمية في البلاد بعد توقف الدراسة وتحول عدد من المؤسسات التعليمية إلى مركز إيواء للفارين من ويلات الحرب.
في الأسبوع الأول من بداية العدوان، أصدرت زارة التعليم قرارات طارئة نتيجة لهذا العدوان فقررت إنهاء العام الدراسي للصفوف من الأول حتى الخامس للتعليم الأساس، وتأجيل الامتحانات النصفية لمراحل النقل والشهادات إلى ما بعد عيد الفطر، مؤكدة أن سلامة الطلاب والموظفين فوق كل شيء.
وعدلت الوزارة مواعيد الامتحانات النهائية للدورين الأول والثاني لمراحل النقل والشهادات بحيث تبدأ مع نهاية يوليو وتستمر إلى منتصف سبتمبر، مع تقديم عطلة المعلمين لتكون في مايو لهذا العام عوضًا عن أغسطس.
أضرار حرب حفتر على التعليم لم تتوقف عند ذلك، فقد تعرضت مخازن الكتاب المدرسي بمنطقة عين زارة للقصف وحرق كل ما فيها من كتب مدرسية وكذلك بطاقات تقدير الدرجات للعام الدراسي الحالي، وكانت هذه المخازن تحتوي على أكثر من أربعة ملايين كتاب لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، إلى جانب كافة المحتويات الإدارية واللوجستية للمخازن من مكاتب ورافعات شوكية وغيرها.
ونعت الوزارة المعلمتين “مفيدة وكريمة أبوقصيعة” بمراقبة تعليم أبوسليم اللتين طالتهما القذائف العشوائية التي سقطت على منزلهما أثناء العدوان على طرابلس.
محاولات وزارة التعليم لتسهيل العملية التعليمية لم تتوقف، فقد جهزت الوزارة دروسا تعليمية تلفزيونية لشرح الدروس المختلفة وفق أولويات المرحلة، وجهزت أقراصا مدمجة تحوي مناهج الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل من الأول الابتدائي حتى الشهادة الثانوية العامة، وأقامت دورات تقوية منهجية مجانية للطلاب الذين اضطرتهم الظروف التي تسببت فيها الاشتباكات إلى الابتعاد عن مقاعدهم الدراسية.
ويرى المواطن أحمد بشير، وهو ولي أمر 3 طلبة بالمرحلة الإعدادية ونازح عن بيته، ضرورة استثناء الطلبة هذا العام من الامتحانات، وذلك لما تمر به البلاد من ظروف، مؤكدا في تصريح للرائد عدم تمكن أبنائه من مراجعة أو إكمال دروسهم، فالكتب تركت في المنزل، وما درسوه في مدة وجيزة من النصف الثاني أضاعته الأحداث الراهنة.
واعتبر الصحفي إبراهيم عمر أن تحديات كثيرة ستواجه وزارة التعليم، أولها استكمال الامتحانات النهائية التي تريد وزارة التعليم إجراءها بعد شهر رمضان في ظل امتلاء غالب مدارس طرابلس بالنازحين، والهموم والمتاعب العديدة التي سيعانيها أولياء الأمور نتيجة عدم تمكن أبنائهم من استكمال عامهم الدراسي بشكل صحيح، وعدم استكمال التلاميذ لدروسهم بسبب صعوبة وصولهم لمدارسهم نتيجة نزوح الآلاف من الليبيين من منازلهم.
وأضاف عمر في تصريح للرائد أن القلة القليلة من المدارس التي فتحت أبوابها ووصل إليها عدد قليل من الطلبة لم يجدوا أمامهم معلمين أو العدد الذي يكفي لإعطاء الدروس وإكمال العملية التعليمية، خاصة لطلبة الصفوف الأولى والصف الأول بالأخص الذين يحتاجون إلى تكملة مناهجهم؛ لأنهم في بداية العملية التعليمية، ولم يتمكنوا من استكمال لا الحروف ولا الأرقام، ويسألون دائما أهاليهم متى نعود للمدارس؟.
فما مصير العملية التعليمية في البلاد في ظل التصعيد المستمر لقوات حفتر؟