كشفت قناة “بي بي سي عربي” عن قيام القوات الخاصة التابعة لحفتر بتنفيذ عمليات إعدام لمقاتلين مدنيين وآخرين وصفتهم بـ “الإسلاميين” خارج سلطة القانون.
وقالت القناة، في تقرير لها، الثلاثاء، إن هذه العمليات يجرمها القانون الإنساني الدولي، ويصنفها ضمن “جرائم الحرب”، ويشمل ذلك الإساءة للجثث والتنكيل بها ونشر ذلك على الإنترنت.
وأوضحت القناة أن قوات حفتر ارتكبت العديد من الجرائم خلال السنوات الماضية، فمنها إعدام محمود الورفلي لـ “أسرى من المقاتلين”، مبينة أنها عثرت على أكثر من 20 مقطعا مصورا وصورا كثيرة تظهر انتهاكات قوات حفتر.
وأكد التقرير أن بعض المقاطع التي تحصلت عليها القناة ونشرتها قام فيسبوك ويوتيوب بحجبها بوصفها مخالفة للقانون الدولي الإنساني.
ونقلت القناة عن المدعي العام الأول في المحكمة الجنائية الدولية “جوليان نيكولز” قوله “إن إهانة الجثث وتدنيسها جريمة كبيرة، وتحريم الإساءة لجثث جنود الطرف المعادي يعود إلى مئات السنين”.
وأضاف “نيكولز” “قد يكون القيام بتصوير هذه الأفعال أو نشرها أو بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، محاولة لتحريض الآخرين على هذا النوع من الممارسات، وهذه جريمة أخرى”.
وذكرت “بي بي سي” أنها تحصلت على مقاطع مصورة تُظهر جثث المدنيين أثناء تدنيسها وإهانتها من بينها جثة امرأة مسنة، وصُورت تلك المقاطع في حي قنفودة ببنغازي الذي كانت قوات حفتر تحاصره بين عامي 2016 و2017، وقُتل خلال ذلك الحصار أكثر من 300 شخص، بينهم عشرات الأطفال.
وبيّن تقرير القناة أن المنظمات الخيرية فنّدت مزاعم قوات حفتر التي قالت إنها أجلت العائلات في قنفودة إلا أن هذه المنظمات قالت إنها لم تتمكن من التحقق من صحة ذلك.
وقد دقق محامي حقوق الإنسان المختص بجرائم الحرب “رودني ديكسون” في جميع الأدلة التي حصلت عليها “بي بي سي” وقال “إذا كانت تلك المجموعات تستخدم منصات التواصل الاجتماعي لنشر فظاعاتها، فينبغي لتلك المنصات أن تنظر بجدية في دورها؛ لأنها قد تساعد في ارتكاب مزيد من الجرائم”، بحسب ما ورد في التقرير.
وصرحت مديرة سياسة فيسبوك لمكافحة الإرهاب في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا “إرين سالتمان” للقناة قائلة “تتضارب الروايات في أحيان كثيرة حول ما إن كان الضحية إرهابيًّا أم لا، أو ما إذا كان مدنيا من يرتكب مثل هذه الأفعال، لا يمكننا الحكم بشكل دقيق على ذلك”.
يشار إلى أن قوات حفتر ارتكبت منذ إعلانها الحرب على العاصمة طرابلس في مطلع أبريل، قامت بالعديد من جرائم الحرب من قصف للمدنيين، وتجنيد للأطفال، وإعدام للأسرى، وتنكيل بالجثث.