حفتر منذ ان التحق بالجيش وهو من خيانة الى خيانة، خان الملك والدستور، خان القذافي وانضم للمعارضة بعد أن هزم ووقع أسيرا في تشاد، خان المعارضة وبلّغ عن ضباط حركة 1993 بقيادة ضباط من (ورفلة) وتصالح مع القذافي.
خان القذافي مرة أخرى وانضم إلى ثورة فبراير دون مشاركة فيها، خان ثورة فبراير وأعلن الانقلاب العسكري عليها.
شخص الخيانة تجري في عروقه مجرى الدم
تريد أن يثق فيه الشعب الليبي إن المؤمن لايلدغ من نفس الجحر مرتين…).
هكذا علق ناشط ليبي على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي واصفا جنرال التوحش والقهر الآتي من هامش صفحة شبعت طيا، الآتي من ماض سحيق مليء بغياهب الظلمات والخيانات والعمالات لكل أعداء بلاده.
منطق الطغاة كل الطغاة يقدمون أنفسهم للناس على أنهم كانوا يوما ما أبطالا أو ما يشبه الأبطال إلا هذا الرجل جاء بكل ما في الأرض من صفاقة وهو يقدم نفسه بأنه كان خائنا وجبانا وعميلا، يفعل ذلك وهو منتفش الأوداج، ودجا ودجا، منتفخ الأكتاف كتفا كتفا، وفي الحقيقة لا أوداج له ولا أكتاف ولا شيء من ذلك.
فقط هم من يدفعون له وينفقون عليه ويشغلونه، ترى الرجل فتحسبه بطرس الأكبر أو بسمارك، جدية وصرامة وحزم بالغ!! فتتذكر من فورك يوسف وهبي في مسرحية راسبوتين أوجورج أبيض في مسرحية شارل السادس..
مسرحة بلا مسرح كما يقولون.
حفتر.. من الأسر إلى قيادة الجيش سيكون هاما أن نعرف أن سيادة المشير أسر مع مئات الجنود الليبيين في معركة (وادي الدوم) في مارس) 1987 في تشاد وبعد الأسر انشق هو وبعض رفاقه على القذافي وهم في سجون تشاد ثم أفرج عنهم وغادروا إلى أمريكا في عملية مخابراتية بامتياز ليكونوا الجيش الوطني الليبي المعارض الذي سينخرط في صفوف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا (تأسست في 7 أكتوبر 1981 بقيادة محمد يوسف المقريف) ثم يتركها وليمكث عشرين عاما ضيفا على المخابرات الأمريكية.
إذا تمكن حفتر من دخول طرابلس ستكون ليبيا على حافة حرب أهلية مفتوحة وستكون لها تداعيات شديدة السلبية على مصالح الجميع خلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي أواخر العام 2011م توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على اختيار خليفة حفتر رئيسا لأركان الجيش معتبرين أنه الأحق بالمنصب لأقدميته وخبرته، في فبراير 2014 سيقوم حفتر بتحرك عسكري يعلن به إيقاف عمل المؤتمر الوطني، المؤسسة التشريعية التي خلفت المجلس الوطني الانتقالي (المجلس الوطني الانتقالي المؤقت تشكل يوم الأحد 27 فبراير 2011 م أثناء اندلاع ثورة 17 فبراير بناء على التوافق بين المجالس البلدية في مختلف المناطق المحررة من حكم السلطات الرسمية)، ولتسيطر قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، ويعلن تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة لينضم له برلمان طبرق الذى انتخب فى 4 أغسطس 2014، في مشهد انقلابي كامل على المؤتمر الوطني الذي رفض بدوره الاستسلام وأطلق عملية فجر ليبيا ردا على هذا التصرف، وفي 6 نوفمبر 2014 تعلن المحكمة الدستورية في المحكمة العليا بطرابلس بطلان برلمان طبرق الذي رفض الحكم وتحالف مع حفتر تحالفا تاما.
في 17 ديسمبر2015 عقد اتفاق الصخيرات في المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة وتم تكليف السياسي والمهندس المعماري فايز السراج بتكليف حكومة وفاق وطني حظيت باعترف دولي. السراج قدم له تنازلات عديدة أخرها كان في أبوظبى في 27 فبراير الماضي، لكن لا يبدو أن هناك أي أفق لأي توافق حتى كان غدره بكل الاتفاقات والعهود يوم الخميس الماضي.
هذا الشخص لا يريد سوى أن يستنسخ شخص القذافي في شخصه! يقولون إنه يؤمن بكلام تشرشل عن القوة من حيث هي العنصر الأساسي المسيطر على علاقات الأمم وأن السلام لا يتحقق بدفع حجة بحجة إنما بموازنة قوة بقوة، وكان يرى دائما أن القوة علاج لكل شيء، تشرشل كان يقول هكذا كلام في أتون التحضير للحرب العالمية الثانية حرب بين بلاده وبلد اخرى بين شعبه وشعب أخر.
وبلغت به القذارة والتوحش إلى أنه كان يرى اأن لا يقبل الحلفاء بسلام مع ألمانيا حتى تموت برلين جوعا وتعرى.
حفتر لا يريد سوى أن يستنسخ شخص القذافي في شخصه الجميع يعلم تمام العلم أن خليفة بالقاسم حفتر عنصر في المخابرات الأمريكية، وهو كلام يتم تداوله علانية ذكره الصحفي الكندي الشهير والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط باتريك مارتن في أكثر من مقال ومقابلة، ذكرته الواشنطن بوست، ذكرته اللوموند ديبلوماتيك.
وبغض النظر عما قالوه، ما الذي يدفع طائرات أمريكية لتحريره من الأسر في تشاد والذهاب به إلى زائير ثم الانطلاق به إلى أمريكا ليستقر عشرين عاما عندهم.
مقدمة لحرب أهلية إذا تمكن حفتر من دخول طرابلس ـ ولا يبدو ذلك سهلا بعد إطلاق حكومة الوفاق عملية وادي الدوم
2 ـ ستكون ليبيا على حافة حرب أهلية مفتوحة وستكون لها تداعيات شديدة السلبية على مصالح الجميع وبالطبع الأقرب جغرافيا عبر المتوسط أو عبر الامتداد شرقا وغربا وحتى جنوبا، حفتر يحظى بدعم من بعض الدول العربية الثرية ومن فرنسا ومن بعض الدول الإقليمية والإفريقية، لكن المدهش هو قول الأمين العام للامم المتحدة (غوتيريش) لحفتر في لقاء بنغازي يوم الاربعاء الماضى (حافظ على قواعد الاشتباك)، إذا صح هذا الكلام سنكون أمام فرضية جديدة، تماما لكنها لن تكون.
إهانة كبيرة ستقع على رؤوس ليس الليبيين وحدهم بل كل المنطقة العربية إذا أسفرت معركة (وادي الدوم2) عن سيادة حفتر على التراب الليبى.
هذا شخص تمرغ فى كل مستنقعات الخيانة والتي وصلت حتى لاسرائيل كما أوردت التقارير عن اتصالاته مع أورين حزا (له أصول ليبية) سياسي بارز في الليكود، لكن المؤكد أن التنسيق الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل يتم عن طريق رجل أعمال ليبي وثيق الصلة برجال أعمال يهود.
وهذا متوقع، فليس مستغربا أن يكون بلد عربي مفتوح بهذا الاتساع عربيا وإفريقيا وسواحليا وتغيب عنه أيادي إسرائيل .
حفتر يحظى بدعم من بعض الدول العربية الثرية ومن فرنسا ومن بعض الدول الإقليمية والإفريقية، أختم بجملة بالغة المعنى والدلالة رغم أنها قيلت من أهم داعمي حفتر في أوروبا، فرنسا، ذاك أنه في ديسمبر 2017 كان وزير خارجية فرنسا جان لودريان في زيارة لليبيا وقابل سيادة المشير وقال له: لابد أن تضع نفسك في خدمة بلادك!!؟؟ هذا ما حدث مع قائد الجيش الليبي المنوط به تحقيق الوحدة والاستقرار، والذي ليس له معنى آخر غير أن خدمة الرجل لبلاده ووطنه محل اتهام وتشكيك، هو يخدم من إذن؟؟ وكيف سكت سيادة المشير ولم يعقب على هذا التوصيف المريع المهين لأمانته ووطنيته؟
للكاتب .. هشام الحمامي
المصدر موقع عربي 21
