انتعش الشارع السياسي والمهتمون بالشأن الليبي قليلا بعد الإفصاح عن اتفاق رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد عملية الكرامة خليفة حفتر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، على رضوخ المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية المتمثلة في المجلس الرئاسي.
انتعاشةٌ جعلت الكثير يتحدثون عن بوادر انفراج الأزمة في ليبيا لا سيما بعد أن خرجت تسريبات من الاجتماع باتفاق الطرفين على إنهاء المراحل الانتقالية وإجراء انتخابات ديمقراطية، وتوحيد مؤسسات البلاد.
اللقاء إيجابي ولكن كيف؟!
اعتبر المحلل السياسي عبدالله الكبير أن مثل هذه المواقف واللقاءات يمكن اعتبارها إيجابية طالما أن الطرفين قد جلسا مع بعضهما، ولكنه تسائل في الوقت ذاته عن كيفية الوصول إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات؟.
الكبير أوضح، في تصريح للرائد، أن الأمر لن يحدث بهذه البساطة، ولن تنتهي أزمات ليبيا بمجرد لقاء السراج وحفتر، مؤكدًا أن فاعلية اللقاء رهن موافقة الأطراف الأخرى عليه، والتزام وجدية حفتر بالدولة المدنية، حتى يتسنى لنا حينها تأكيد إيجابية اللقاء من عدمها.
جيد إلى حدٍ ما
من جانب آخر، رأى الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، أن ما أعلن عنه إيجابي وجيد إلى حدٍّ ما، خاصة أنه يؤكد مدنية الدولة، ويحصر الحل في الجانب السياسي بعيدًا عن العمل العسكري.
وأكد أبوزيد، في تصريح للرائد، أن تحديات كبيرة ستبقى قائمة أمام هذا الاتفاق، من أبرزها توسيعه ليشمل الأطراف السياسية الأخرى، والتوافق على تفاصيل هذا الاتفاق بما يضمن واقعية الحل، وإمكان تطبيقه دون تلكؤ أو عرقلة من أي طرف.
وفي ظل التفاؤل الحذر الذي يخيم في هذه الآونة على جل الأطراف السياسية في البلاد، هل أصبح من الممكن الآن الحديث عن مرحلة ما بعد الانتخابات والمراحل الانتقالية؟!