عضو المجلس الأعلى للدولة نجاة شرف الدين تصف في مقابلة خاصة مع الرائد، زيارة وفد المجلس إلى واشنطن بالجيدة، وتضيف أنهم أوصلوا من خلالها مطالبهم بالدولة الديمقراطية، وموقف الحزب في دعم مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن جل أعضاء الكونغرس والمسؤولين في الخارجية أثنوا على موقف حزب العدالة والبناء من الإرهاب، ودعمه لمسار الدولة المدنية، وتردف “وجدنا توافقا في الرؤى حول محاربة الإرهاب في ليبيا بين العدالة والبناء والخارجية الأمريكية”… المزيد في المقابلة
1. بداية … كيف تقيمين نتائج زيارتكم إلى الولايات الممتحدة ولقاءاتكم مع أعضاء من الكونجرس وكذلك مسؤولين من الخارجية الأمريكية؟
لا أستطيع الحكم على الزيارة من الآن؛ لكن بشكل عام يمكن وصفها بالجيدة، حاولنا بقدر الإمكان إيصال الصوت المطالب بالدولة المدنية والديمقراطية إلى المؤثرين في الإدارة الأمريكية، تحدثنا في أمور عدة، عودة الشركات الأمريكية للعمل، ووضع حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والمكونات، وكذلك دعم مؤسسات الرسمية في ليبيا، ووقف التدخلات السلبية لبعض الدول في الشأن الليبي، ووجدنا تعاطيا إيجابيا من مسؤولي الخارجية الأمريكية وأعضاء من الكونجرس حول هذه الملفات، كما تحصلنا على إشارات إيجابية بتحقيق التعاون في هذه الملفات.
2. بصفتك رئيسا للهيئة العليا بحزب العدالة والبناء، هذا الحزب الذي يتهمه خصومه باتهامات كثيرة من بينها أنه حزب ديني ويطالبونه دائما بتوضيح موقفه من التشدد والإرهاب، كيف تقرئين تجاوب المسؤولين الأمريكيين مع هذه الزيارة؟
حزب العدالة والبناء حزب وطني يعمل على إقامة وترسيخ الدولة الديموقراطية والتداول السلمي على السلطة في دولة المؤسسات والقانون، ويرجع الفضل إلى حزب العدالة والبناء خلال هذه السنوات التي مضت واشتد فيها الصراع وتلاشت فيها كل الأحزاب من دائرة الفعل والثأثير ولم يبق إلا العدالة والبناء محافظا على التمسك بالمسار السياسي السلمي وسط الاحتراب ودعوات القبلية والجهوية والمناطقية.
ملف الإرهاب هو أهم ملف نوقش خلال جميع اللقاءات، فقد أثنى جل من التقيناهم سواء من أعضاء الكونجرس أو المسؤولين في الخارجية على موقف حزب العدالة والبناء من الإرهاب ودعمه لمسار الدولة المدنية، كما أثنى السيد “جوناثان واينر” ممثل الخارجية الأمريكية في حوار الصخيرات على الدور البارز الذي قام به رئيس الحزب السيد محمد صوان أثناء جولات الحوار، وحمّلنا نقل تحياته وتقديره للسيد صوان، كما قدمنا لهم رؤيتنا في آلية مكافحة الإرهاب في ليبيا التي تتلخص في المعالجات الناعمة مثل ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والتعددية داخل المجتمع، كذلك المعالجة الخشنة التي يجب أن تكون حصريا للجهات الرسمية ممثلة في حكومة الوفاق وهي الضرب بيد من حديد لكل من يمارس أو يدعو أو يروج لأفكار التشدد والإرهاب، ووجدنا أن هناك توافقا في هذه الرؤيا مع رؤية الخارجية الأمريكية في هذا الجانب، وربما في الأيام القادمة يجري التنسيق للتعاون في هذا الجانب بين الخارجية الأمريكية وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
3.لو تلخصين لنا ما هي أبرز الملفات التي تلاقي اهتماما كبيرا من قبل الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالجانب الليبي؟
لا شك أن ملف الإرهاب هو الملف الأول على طاولة الإدارة الأمريكية فيما يخص الشأن الليبي؛ لأنه مرتبط بالأمن القومي في الولايات المتحدة، ملف آخر مهم هو ملف الطاقة وأهمية استمرار تصدير النفط، وقد تحدثنا في هذا الصدد عن ضرورة وقف الاحتراب حول الحقول؛ لأنها المصدر الرئيسي لقوت الشعب الليبي، وملف ثالث هو ملف حقوق الإنسان في ليبيا وأهمية تعزيزها، وقد أشاد المسؤولون الأمريكان بخطوة وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا في تأسيسه لإدارة خاصة بهذا الملف في وزارته، واعدين بفتح آفاق التعاون فيما يخص هذا الملف، ورابعها ملف الهجرة غير القانونية وأهمية أن تحل هذه المشكلة التي تؤرق جنوب أوروبا ودول المنطقة بما في ذلك ليبيا، وقد أوضحت لهم أن هذه المشكلة لا تحل إلا بتضافر جهود الدول المعنية ولا تلصق بليبيا وحدها، كما أكدت على موقف حكومة الوفاق من رفض إقامة مخيمات للهجرة غير القانونية في ليبيا.
4. يلاحظ العديد من المراقبين أن الملف الليبي لا يحظى بأولوية على طاولة الإدارة الأمريكية، فهل تتوقعين تغيرا في الموقف الأمريكي تجاه ليبيا على المدى القريب؟
صحيح، تحدثنا معهم في هذا الصدد، وقد جددوا تأكيدهم على دعم حكومة الوفاق في كل جهودها؛ لبسط الأمن والاستقرار على كافة ربوع ليبيا، ومن خلال أغلب اللقاءات التي أجريتها أتوقع أن يتطور الموقف الأمريكي تجاه ليبيا في هذا العام 2019.
5. طالب السيد رئيس المجلس الأعلى للدولة من واشنطن بعودة الشركات الأمريكية للعمل في ليبيا، ما هو رد المسؤولين هناك على هذا الطلب؟
نعم، طالب السيد رئيس المجلس الأعلى للدولة بعودة الشركات الأمريكية إلى ليبيا خاصة الشركات النفطية؛ لتعميق أوجه التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والتجاري، وكان رد المسؤولين إيجابيا، وأوضحوا أن عودة هذه الشركات رهن بتحقيق الأمن والاستقرار، مثمنين هذه الدعوة ومرحبين بالتعاون في هذا المجال والمجالات الأخرى.
6.حضرتك أول امرأة ترأس الهيئة العليا لحزب العدالة والبناء، كيف حدث ذلك؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجهك؟ وهل تناولتم في لقائكم مع أعضاء الكونجرس هذه النقطة؟ وبمعنى آخر: هل لاقى ذلك ترحيبا عندهم؟
تعديل مكتب رئاسة الهيئة كان من ضمن أجندة الهيئة منذ عام 2017، لكن الأحداث السياسية المتسارعة في ليبيا لم تترك نفسا لأخذ خطوة تجاه هذا الموضوع، وقد جرى انتخاب رئاسة جديدة للهيئة متمثلة في محدثتكم رئيسا للهيئة، ونائب للرئيس، وكذلك مقرر جديد هو من ضمن مكتب رئاسة الهيئة، وهناك كثير من التحديات التي ستواجه عمل الهيئة أبرزها إعادة تفعيل لجان الهيئة، والتعاون مع المكتب التنفيذي في تفعيل دوائر الحزب؛ سعيا إلى ممارسة حزبية سليمة تنعكس على الأداء السياسي للحزب على مستوى المشهد السياسي في ليبيا.
بالطبع، تطرق المسؤولون في الخارجية الأمريكية إلى هذا الأمر، وأبدوا ترحيبا بهذه الخطوة، كما طالبوا بالاستمرار في هذا النهج داخل الحزب وخارجه حتى تسهم المرأة الليبية في بناء ليبيا الجديدة.