تواظب منظمات خيرية عدة بين رسمية وغير رسمية على مواصلة أعمالها التطوعية في مدينة مصراتة، وقد صمد بعضها لسنوات، فيما تعثّر بعضها الآخر وتعذّر عليه الاستمرار لأسباب عدة، أبرزها غياب التمويل.
وبرزت بعد أحداث ثورة الـ17 من فبراير مئات المنظمات الخيرية بمصراتة، يملك بعضها مستندات رسمية، في حين لا يملك بعضها الآخر أي مستند لدى مفوضية المجتمع المدني بمصراتة التي اضطرت إلى شطبها من سجلاتها.
أكثر من 290 منظمة خيرية بمصراتة
رئيس قسم شؤون المنظمات بمفوضية المجتمع المدني بمصراتة خالد القلاي، أوضح أن عدد المنظمات التطوعية المسجلة لديهم منذ عام 2011م وحتى الآن، بلغ 297 منظمة، مُشيرًا إلى أن دور مفوضيته يتمثل في تسجيلها وإشهارها رسميًّا، إضافةً إلى تقديم بعض الدعم والمعلومات لتلك المنظمات.
وأشار القلاي، في تصريح للرائد، إلى أن أبرز الحملات التي قامت بها تلك المنظمات التطوعية تتمثل في مساعدة الفقراء خلال شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى المبارك، إضافةً إلى صيانة الطرق وتوفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة.
توقف التمويل
من جانب آخر، قال رئيس منظمة “إحسان” الخيرية بمصراتة مروان الحويك، إن منظمتهم قامت بحملات خيرية عدة لمساعدة المحتاجين وإطعام المساكين، إلا أنه أعرب عن استيائه لتوقف أعمالها.
وعزا الحويك، في حديثه للرائد، سبب توقف أعمال منظمتهم التي أسست في 2014م واستمر نشاطها لثلاثة أعوام متتالية، إلى توقف التمويل، وعدم تفرغ العدد الأكبر من أفراد المنظمة البالغ عددهم 12 شابًّا للعمل الخيري؛ لانشغالهم بأعمال خاصة، وفق قوله.
إشادة بدور المنظمات الطوعية
أما المواطن بلقاسم أحمد فقد أشاد بدور المنظمات التطوعية بمصراتة لإسهامها في إكمال علاج زوجته التي أصيبت بمرض في الدماغ خلال العام الماضي، وكلّف علاجها في أحد مصحات تونس العاصمة نحو 80 ألف دينار ليبي.
وأضاف أحمد، خلال حديثه للرائد، أنه اضطر إلى مناشدة المنظمات الخيرية لمساعدته بعد أن طرق أبواب الدولة كثيرًا للحصول على علاج في الخارج لزوجته، لكن دون جدوى، وفق قوله.
عطاء يستدعي الفخر
وأكد رئيس جمعية “أهل الخير” محمد احصيرة، أن جمعيتهم أسست منذ 6 أعوام، بهدف مساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأوضح احصيرة للرائد، أن جمعيتهم قامت بعديد الحملات الخيرية، مشيرًا إلى أن آخرها كان بناء منازل لـ 7 عائلات فقيرة، مُوضحًا أنهم يعتمدون على تمويل رجال الأعمال والخيّرين، منوهًا بأن خطتهم خلال فصل الشتاء هي توزيع أغطية ومدافئ على الأسر الفقيرة.
مرتبات لـ80 أسرة
في حين تحدث رئيس “حملة خير لمصراتة الخير” علي فريفر عن نشاط الحملة وما قامت به منذ 5 أعوام، قائلا: إن بداية نشاط الحملة ترّكز على دفع مرتبات شهرية لثماني عائلات محتاجة بمصراتة، وإقامة حملات موسمية، بينها “قفة رمضان”، و”أضحية الخير”، و”كأنها لابنك” التي تُعنى بتوفير حقائب مدرسية لأطفال العائلات المحتاجة.
ونوّه فريفر إلى أن الحملة ليست مسجلة لدى مفوضية المجتمع المدني مصراتة، مُضيفًا أن الحملة يعمل فيها 12 من أصدقائه، مُشددًا على أن عملهم التطوعي يُلاقي تجاوبًا واهتمامًا ودعمًا من الخيرين.
ويبرز العدد الأكبر من الحملات غير المسجلة رسميًّا بمصراتة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وعيد الأضحى، إذ يكون الشغل الشاغل لتلك الحملات إطعام الفقراء وإقامة موائد الخير، وتوفير الأضاحي لمن تعذر عليه شراؤها لقلة ذات اليد.