نعمل بالحس الوطني، وندعم أنفسنا بأنفسنا
سجلنا 599 مخالفة خلال الربع الرابع من العام الماضي فقط
في حواره مع شبكة الرائد، قال مدير فرع جهاز الحرس البلدي بمصراتة العقيد “يوسف مصطفى النحائسي”، إن الجهاز يفتقر إلى مقرٍ يليق بحجم الجهود التي يبذلها، مُشددًا على أن ما دعاهم إلى العمل من داخل “خرابةٍ” ودون إمكانيات ـ هو حسهم الوطني.
وأوضح “النحائسي” أن وجودهم بين أكوام وأطنان من المنتجات الغذائية والدوائية التالفة والفاسدة التي ضبطها جهازهم خلال عدة حملات تفتيشية، يرجع إلى عدم توفر الإمكانيات للتخلص من تلك المنتجات الفاسدة من محارق ونحوها …. فإلى نص الحوار:
1ـ كم بلغ عدد ضبطياتكم خلال العام الماضي، وكم بلغت القيمة المادية للبضائع التي صودرت وسحبت من السوق؟
عدد الضبطيات خلال العام الماضي كان كبيرًا جدًّا، فمثلًا في الربع الرابع من العام الماضي سجلنا 599 مخالفة بين مخالفات نظافة ومخالفات صحية، يُقدَّر إيرادها بـ 27 ألف دينار دخلت إلى خزينة الدولة الليبية.
علاوة على ذلك، فقد تمكننا خلال حملاتنا التفتيشية التي كانت شبه يومية في العام الماضي، من ضبط ومصادرة مئات الأطنان التي تقدر قيمتها المادية بملايين الدنانير، ولا يخفى على أحد العمل الجبار الذي قمنا به، وهنا أُشير إلى أن صاحب أحد المحال اشتكى من مصادرة بضاعة فاسدة وغير مطابقة من محله بقيمة ربع مليون دينار.
2ـ لكن المواطن في المدينة لاحظ غياب دوركم خلال السنوات الماضية، فما السبب؟
لا يخفى على أحد أن مدينة مصراتة من المدن الكبيرة، وأن رقعتها الجغرافية متسعة، علاوة على أن عدد الأنشطة التجارية بها كبير جدًّا، ونحن نعاني جراء انعدام الإمكانيات، إذ نعمل في مقر متهالك، وعدد أفرادنا قليل، ولدينا اليوم آليات معطلة وأخرى تحتاج إلى إصلاح، وآخر دعم وصلنا كان في عام 2012م، كما أن الجهاز لم تصرف له ميزانية من العام 2014م.
3ـ لم تصرف لكم ميزانية منذ خمس سنوات، ولا يتوفر لديكم الكادر البشري ولا الإمكانيات، إذن كيف استطعتم العمل؟
نعمل بالحس الوطني، وبالتعاون مع مركز الرقابة على الأغذية الذي يجري التحاليل لكل ما يُضبط، وندعم أنفسنا بأنفسنا، فأفرادنا لديهم غيرة على المدينة والدولة، ويُهمهم الحفاظ على المؤسسة؛ لأن وضع البلاد استثنائي وليس مثاليًّا، ولو تراجع كل منا خطوة للخلف لانهارت البلاد.
4ـ ما هو سبب دخول المنتجات التي تضبطونها إلى السوق، هل هو غياب ضمير التاجر، أم عدم ضبط المنافذ، أم ماذا؟
السببان مجتمعان، وفي المرتبة الأولى عدم السيطرة الفعلية على المنافذ، ثم غياب الضمير، فكما يوجد في المدينة تجار شرفاء هناك تجار باعوا ضميرهم، أو ربما هو ميت أساسا، ولا يهمهم إلا الكسب المادي، ماذا تتوقع بعد أن فحص مركز الرقابة على الأغذية بعض السلع وتبين وجود سموم بها، والدليل ما نراه من انتشار للأمراض في بلادنا اليوم.
5ـ كيف تُقيّم تجاوب أصحاب محال المواد الغذائية والحلاقة والمطاعم والحلويات والصيدليات مع حملاتكم التفتيشية؟
في الحقيقة نسبة كبيرة منهم تصل إلى 80 بالمائة متجاوبون معنا، لكن هناك من يُعارض حملاتنا، وأولئك لدينا حلول للتعامل معهم.
6ـ يقول البعض إن دور رجال الحرس البلدي يبدأ بالمنافذ حيث تصل السلع، لا بعد دخولها للسوق، كيف تعلق على ذلك؟
ذلك غير صحيح، المنافذ من اختصاص الجمارك، أما الحرس البلدي فدوره التعامل مع ما يدخل للسوق، وقد استطعنا خلال العام الماضي الوصول إلى غالبية المناشط التجارية في مصراتة على الرغم من نقص عدد أفراد الجهاز وغياب الإمكانيات.
7ـ هل أفراد جهاز الحرس البلدي بمصراتة اليوم على اطلاع بالمنتجات غير المطابقة للمواصفات، وهو ما مكنّهم من ضبط منتجات مخالفة؟
أفراد الجهاز استفادوا استفادة كبيرة من دعم ومساعدة مركز الرقابة على الأغذية والأدوية بمصراتة، وأصبح بإمكانهم معرفة المنتجات المخالفة للمواصفات والتالفة وغيرها، واتضح ذلك من خلال الحملة الوطنية التي أقيمت في مصراتة، ولاقت نجاحًا كبيرًا.
8ـ كيف تُقيّم “الحملة الوطنية للأمن الغذائي والدوائي” التي انطلقت في نوفمبر من العام الماضي؟
حققت الحملة أهدافها بالفعل، بدليل ما رأيتَه من أكوام المواد الغذائية التالفة التي نتحفظ عليها داخل المقر، وسنواصل جهودنا بشكل أكبر للحفاظ على الأمن الغذائي للمواطن.
9ـ حملاتكم طالت اللافتات أيضًا، فقد رأينا أكوامًا كبيرة من اللافتات داخل المقر، لماذا أزلتم هذه اللافتات من الشوارع؟
كما أسلفتُ، حملاتنا تستهدف جميع المخالفين، وما دعانا إلى التحرك هو ما تُشكله تلك اللافتات من تلوث وتشوه بصري، فشوارع مصراتة أصبحت في حالة يرثى لها بوجود لافتات متهالكة بدون ترخيص أو ضوابط.
10ـ ما سببت تأخر إتلاف الأطنان من المنتجات الغذائية والدوائية التالفة والفاسدة التي ضبطها جهازكم والموجودة داخل مقركم؟
الإتلاف يحتاج إلى إمكانيات، فآخر إتلاف كان في 27 سبتمبر من العام الماضي بحضور وسائل الإعلام، والأكوام التي رأيتَها داخل مقر الجهاز تمثل ضبطيات ثلاثة أشهر فقط، فالأدوية مثلًا يحتاج إتلافها إلى محارق خاصة لا توجد لدينا في مصراتة