الجنوب الليبي الذي تحده أربعة من دول الجوار، ويعدّ خاصرة الوطن ووعاء ثرواته الهائلة، ومخزونه المائي الكبير، يواجه العديد من الأخطار التي تهدد أمنه وتزعزع استقراره، فهو لم يرَ تأسيسا حقيقيا لبنيته الأمنية رغم تعاقب الكثير من الحكومات على الوطن.
ومع إعلان بدء تنفيذ الترتيبات الأمنية والتغييرات الوزارية التي رافقتها، شرع وزير الداخلية فتحي باشاغا في التواصل مع بلديات الجنوب لوضع خطط أمنية لحمايته، فهل تستمر الخطوات الساعية إلى تحقيق الأمن في الجنوب؟ ويكتب لداخلية الوفاق النجاح في وأد الخروق الأمنية التي أرّقت سكان الجنوب؟
مساعٍ مشتركة
وفيما يتعلق بهذا التواصل بين الداخلية والبلديات هناك، أكد عميد بلدية أوباري أحمد خليفة، اتفاقهم مع وزير الداخلية فتحي باشاغا على التحضير لاجتماع يضم كل عمداء البلديات، ورؤساء الأجهزة الأمنية في الجنوب؛ للوصول إلى طريقة منظمة لتأمين المنطقة لجنوبية.
وكشف خليفة أن اجتماع عمداء الجنوب بوزير الداخلية سيسبقه لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج؛ لتوفير الدعم اللازم للأجهزة الأمنية، موضحا أن الاجتماع مع باشاغا ركز على سبل تسيير العمل داخل مديريات الأمن والصعوبات والعراقيل التي تواجهها.
القطرون تفتقد للأجهزة الأمنية
وفي سياق متصل، صرح عميد بلدية القطرون علي سيدي، بأن بلديته تفتقد لوجود الأجهزة الأمنية، مبينا أن المسافة الممتدة بين القطرون والكفرة مفتوحة على مصراعيها وتسمح بدخول وخروج المهاجرين والمسلحين من مصر والسودان وتشاد والنيجر.
وعبر سيدي، في تصريح للرائد، عن رغبته في مقابلة وزير الداخلية بحكومة الوفاق والمخولين بتوفير الأمن بالمنطقة الجنوبية، مشيرا إلى أن البلدية تتولى تأمينها حاليا مكوناتها الاجتماعية وليس الأجهزة الأمنية.
ليس عن بُعد
وطرح مراقبون تساؤلا عن مدى قدرة وزير الداخلية المقيم في وسط العاصمة طرابلس على تحريك الأجهزة الأمنية في الجنوب بمجرد اجتماعه ببعض عمداء البلديات ليناقش معهم الصعوبات التي تواجه فرض الأمن بالمنطقة الجنوبية وسبل دعم مديريات الأمن هناك، ورأوا أن ترسيخ الأمن وإرساء دعائمه لا يكون عن بعد، بل بالوقوف على الأحوال عن قرب وبشكل مباشر.