بعض الأشخاص والمجموعات عارضت الوفاق الوطني بشدة؛ لأنه لم يحقق طموحاتهم في الوصول لأهدافهم الخاصة، وذهبوا بعيداً في سب وشتم كل من انضم لمشروع الوفاق الوطني، وبرروا ذلك بحجج وأسباب ما لبثت أن تلاشت بمر الأيام والشهور والسنين، وبتسارع الأحداث تناسى هؤلاء المصلحون الكم الهائل من الضخ الإعلامي الذي بذلوا فيه كل جهودهم بدعم دول كانت وما زالت تسعى لعدم استقرار ليبيا، ووجدت أفواها ليبية تتحدث بلسان أجندتها ففتحت النار على فرصة توحيد البلاد ومؤسساتها، وذابت شعاراتهم الكاذبة التي ملأت مسامع القاصي والداني.
انعكس الخطاب الإعلامي المضلل على المواطن البسيط، وتمكن من تسميم عقول طيف واسع من البسطاء (ورقاد الارياح) فاستمعوا لـ (س) في قناة تحمل اسما رنانا يأسر الفؤاد، واستمعوا لـ (ص) في قناة أخرى ديدنها العزف على أوتار أفئدة الوطنيين الشرفاء بأيادٍ ملطخه بدماء الأبرياء ودموع اليتامى وأنين الثكالى ولوعة النازحين.
إن من رسخ كل المغالطات في عقول الكثيرين نسي كل ما كان يتفوه به في وسائل الأعلام أو تناسى، وانهار بسرعة رهيبه أمام مطامعه، وصار باحثاً عن مكان في تلك الحكومة التي وصفها بالعمالة والوصاية، وحال دون منحها الثقة، ورفض أن يضمن الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري، ووقف بكل صلابة ومنع وصول السيولة والخدمات للناس وهم في أمس الحاجة لها، بل وتركهم يعانون بسبب ما كان يتقيأ به في وسائل الإعلام والتحق بالوفاق بكل (صحة وجه)، وحجته للمقربين منه من المغرر بهم أنه يجب أن يلتحق بالحكومة لأجل تقديم الخدمات لهم.
أُزههقت أرواح فيما مضى نتيجة خطاب المتطرفين كان بالإمكان أحيائها بالصدق.
يتامى وأرامل وثكالى بسبب مراهقين وحمقى وطامحين وظفوا أنفسهم لخدمة أجندة لا علاقة للوطن بها ولا تخدم الدولة الليبية.
صار الكثير باحثاً عن وسيلة للوصول للسلطة التنفيذية بل ويطمح بعض مبتدئي السياسة برئاسة الدولة ولكلٍّ طريقته ومنهجه وشيعته.
حدث الكثير في أيام مضت؛ وما زال التيار الوطني يقف بنفس العزيمة التي بدأ بها مسيرة الوفاق الوطني والسلام رغم قلة إمكانياته ومحاولة إقصائه.
مع تمنياتي بأن يكون عام 2019 عام أمن وسلام وصدق
الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ
والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ
من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ
يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ.
المصدر: الصفحة الشخصية لعضو مجلس النواب فرج أبو هاشم