في ظل الصراع السياسي والعسكري الذي تشهده البلاد، تُرك الجنوب وحيداً بلا حول ولا قوة، يحاول جاهداً الحفاظ على أبنائه من الخطف من قبل تنظيم الدولة.
ففي كل مرة يتعرض فيها الجنوب للهجوم من التنظيم يقوم بخطف أبناء من المنطقة، ويقودهم إلى جهات غير معلومة، وتختفي أخبارهم، والدولة كعادتها غائبة عن فك أسر أبناء الجنوب.
فبعد خطف عدد من المواطنين من مدينة الفقهاء، جاء الدور على مجموعة من أبناء وقيادات مدينة تازربو في ظل غيابٍ تام لقوات الأمن والتعزيزات العسكرية التي لطالما تغنى بها الكثيرون، مدعين حماية الأمن والمواطن.
استغلال الصراع وغياب التوافق
المحلل السياسي والمهتم بالشأن الليبي علاء فاروق قال، إن مقاتلي تنظيم الدولة يستغلون حالة التنافس بين حكومة الوفاق وقوات حفتر في الشرق، ليرتبوا أوراقهم وقوتهم في الجنوب، ومع ضعف التواجد الأمني للأجسام المذكورة يقوم التنظيم بعدة عمليات في المنطقة.
وتوقع فاروق في تصريح للرائد استمرار مسلسل خطف المواطنين والمسؤولين على يد تنظيم الدولة، خاصة في ظل التنافس السياسي والضعف الأمني في جنوب البلاد، مؤكداً أن اتفاق قوتي الوفاق وحفتر وتشكيل قوة مشتركة خاصة على غرار البنيان المرصوص تكون مهمتها ضبط الوضع في الجنوب بعيدا عن الصراعات السياسية من شأنه أن يعيد ترتيب الأمور في الجنوب بالاستعانة بالمجتمع الدولي لدعم هذه القوة، وخاصة من ناحية مراقبة الحدود، ومافيا التهريب والهجرة غير القانونية.
نحتاج قيادة موحدة
من جانبه رأي الخبير العسكري ” عادل عبدالكافي ” أن مواجهة تنظيم الدولة يحتاج لاستراتيجية شاملة، وقوات منظمة لديها قيادة تمتلك الإرادة والرؤية والخطة لمكافحة الإرهاب، وتتبع عناصر التنظيم؛ للقضاء عليهم والحد من عملياتهم.
وأوضح عبدالكافي في تصريح للرائد أن عدم دعم قوات البنيان المرصوص للاستمرار في حربه على بقايا التنظيم، وتتبع أثره مكن التنظيم من إعادة ترتيب أوراقه وتنظيم صفوفه والبدء في عمليات نوعية قليلة ولكنها مؤثرة، مؤكداً أن التنظيم عاد للصحراء كما انطلق منها وهذه الاستراتيجية كما وصفها الخبير ” باقية وتتمدد ”
وفي سؤاله عن تواجد قوات حفتر في المنطقة بيّن الخبير العسكري أن سيطرة قوات حفتر على الجنوب غير حقيقة، وليس لديه عناصر فعالة على الأرض، وأن من يتبعون حفتر في الجنوب لا يشكلون قوة حقيقة لأي مواجهات أمنية أو عسكرية مع التنظيم.