هاجم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بشدة، ووصفه بأنه مفروض على الليبيين من بعض الدول.
وقال صالح، في لقاء أجرته معه قناة 218 التي تبث من العاصمة الأردنية عمّان، عن السراج، إنه لن يستطيع قيادة الحكومة، ولن يستطيع فعل أي شيئ؛ لمعرفتنا به في مجلس النواب بصفته عضوًا من أعضاء المجلس، مؤكدًا أنه لن يجلس معه بصفته الحالية رئيسًا للمجلس الرئاسي.
صالح هاجم السراج وأكد أن الدليل على فرض الغرب للسراج على الليبيين هو تمسكهم به، مشيرًا إلى أن معاقبة المجتمع الدولي له جاءت لأنه رفض الوصاية على الشعب الليبي، وفق قوله، في إشارة إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليه وعلى رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين، ورئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، في مارس 2016، والتي تتضمن المنع من السفر وتجميد الأرصدة المالية.
وأضاف صالح أن اسم السراج لم يكن مقترَحًا لتولي رئاسة المجلس الرئاسي أو عضويته، لا من مجلس النواب ولا من المؤتمر الوطني آنذاك.
وعن رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، قال صالح إن المشري طرف آخر في المشهد السياسي الليبي، مضيفًا أنه أُبلغ بأن هناك شبه اتفاق بين المجلسين على إعادة تشكيل المجلس الرئاسي، ولعل هذا يشير إلى أن عقيلة بدأ يتخذ منحى جديدا يقوم على مهادنة المشري لكرهه للسراج.
وفي مقابل ذلك، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، في لقاء معه، إنه وجد انفتاحا في موقف عقيلة صالح للخروج من الأزمة والوصول لاتفاق، وإنه وجه الدعوة إلى صالح لزيارة طرابلس.
المشري أكد أن هناك توافقا مع مجلس النواب على أن يكون الرئاسي الجديد من رئيس ونائبَيْن، وعلى أن تنفصل رئاسة الحكومة عن المجلس الرئاسي، وعلى تحديد صلاحيات المجلس الرئاسي ورئيس حكومته.
لكنه أشار إلى أن المجتمع الدولي لا يعتقد أن هناك جدية حقيقية من مجلس النواب للاتفاق على آليات التعديل، ولكنه يشجع الجهود، مؤكدًا أن التقارب بين المجلسين سيعيد الأمور إلى نصابها.
يطمح لرئاسة المجلس الرئاسي
الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد أشار إلى أن عقيلة صالح لا يخفي طموحه في رئاسة المجلس الرئاسي بعد تعديله.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أنه يسعى إلى البقاء على تواصل جيد مع مجلس الدولة الذي لن يمرّ التعديل دونه، وفي الوقت نفسه لا يُستغرب هجومه على السراج حتى يبرر الإصرار على تعديل الرئاسي.
يحاول أن يسترجع ما سلبه منه السراج
ومن جهة أخرى، قال الناشط السياسي علي غليو، إن عقيلة صالح يدرك تمام الإدراك أنه ما من أحد قلّص صلاحياته غير الاتفاق السياسي الذي أعطى المجلس الرئاسي برئاسة فائز السّراج أغلب تلك الصلاحيات.
وأوضح غليو، في تصريح للرائد، أنه يحاول وبكل السبل أن يزيح السراج من منصبه ويجلس مكانه؛ لكي يُرجع ما يعتقد أنه حق سلب منه، ومهادنته المشري ليست إلا لتحقيق هذا الغرض؛ إذ إنه بدون توافق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة لن ينجح تغيير السراج، وسيصبح كرسي الرئاسة بالنسبة له مجرد حلم.
فهل سينجح عقيلة صالح في محاولاته كسر السراج بتغيير المجلس الرئاسي وإعادة هيكلته؟، هذا ما يسعى للوصول إليه إذا وافقه المجلس الأعلى للدولة.