لا يخفى على أحد أن الوضع الأمني في الجنوب الليبي هش للغاية، وأن هذا الملف غائب عن طاولة الحكومات المتعاقبة ومجلس النواب الذي يمثل الجنوب فيه أكثر من 23 نائبًا لم يُحرّكوا ساكنًا أمام ما يعانيه الجنوب من انتهاكات متكررة وافتقاره إلى مقومات الحياة.
نواب الجنوب أصدروا بيانًا بعد الهجوم على منطقة الفقهاء ببلدية الجفرة، حيث دخلت المنطقة قوات لتنظيم الدولة مؤلفة من نحو عشر سيارات وقتلت أربعة مواطنين وأحرقت نقطة للشرطة في المنطقة؛ وهو ما اعتبره البعض استفاقة متأخرة لنواب الجنوب، خاصة أنه يمر بأحداث تستدعي تدخلهم لرفع المعاناة عن أهلهم هناك.
واستنكر هؤلاء النواب، في بيان صادر عنهم، ما تتعرض له مناطق في الجنوب الليبي من اعتداءات متكررة، مؤكدين أنهم لن يدخروا جهدًا في الضغط على الجهات المسؤولة في الدولة لتقديم الدعم المطلوب للجنوب، مطالبين قوات الكرامة بدعم ما زعموا أنها قوات تابعة لها في المنطقة.
قوات الكرامة لا سيطرة لها
الكاتب والصحفي علي أبوزيد، أبدى أسفه لتغافل نواب الجنوب عن حقيقة أن قوات الكرامة ليست لها أي سيطرة فعلية أو حقيقية على منطقة الجنوب، مشيرًا إلى أن هذا البيان ليس إلا تسيجلًا لموقف هزيل ما زال يدين بالولاء لمشروع العسكرة، حسب رأيه.
ورأى أبوزيد، في تصريح للرائد، أنه كان الأولى بنواب الجنوب أن يدعموا الجهود السياسية لحل الأزمة، ويقوموا بدورهم المناط بهم تحت قبة البرلمان، وأن يسعوا من خلال الضغط على نوابهم في المجلس الرئاسي إلى اتخاذ إجراءات صارمة لتأمين الجنوب، سواء من فلول داعش وخلاياه أو من مرتزقة السلاح الذين يستغلون حالة الفراغ الأمني أحسن استغلال.
من حق نواب الجنوب طلب المساعدة
في المقابل، رأى الكاتب والصحفي عبد الله الكبير، أنه في ظل ما يتعرض له الجنوب من اعتداء من مليشيات إفريقية وعصابات إجرامية وتنظيمات إرهابية، لا بد لنواب الجنوب من الاستنجاد بأي قوة محلية يرون فيها مقدرة على مساعدتهم.
وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن أغلب الظن أن أحدًا لن يلبي هذه الدعوة إلا وفق شروطه أو ضمن صراعات مع خصومه المحليين.
وتشهد المنطقة الجنوبية انفلاتا أمنيا منذ سنوات، في ظل سيطرة قوات الكرامة على بعض مناطق الجنوب، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول مدى سيطرة قوات الكرامة هناك، وهل تملك القدرة حقًّا على رد الاعتداءات المتكررة على مناطق الجنوب التي تزعم أنها تسيطر عليه سيطرة تامة.