يمكن للأمراض الجلدية التي تبدو غير ذات أهمية أن تكون مزعجة للغاية، إذ تسبب حكة شديدة وجروحا وبثورا ومضاعفات أخرى، حسب ما أوردته صحيفة لوفيغارو.
الصحيفة سلطت الضوء على ثلاثة من هذه الأمراض موضحة أعراضها ومدى خطورتها على الإنسان، ناهيك عن علاجها، وهي مرض غروفر وداء دارييه ومرض هيلي هيلي.
أولا مرض غروفر (Grover)
شخص مرض غروفر عام 1970 ، وهو مرض جلدي شبه عابر -تنفصل فيه الخلايا جزئيا عن البشرة– ويصيب هذا المرض في الأساس الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما.
ومن أعراضه ظهور بثور حمراء صغيرة، تبرز بشكل أساسي على الجذع، وغالبا يكون ذلك بعد التعرق نتيجة الحرارة المرتفعة أو التمرين المكثف أو الضغوط.
وتختفي هذه البثور عفويا في بضعة أيام أو أسابيع، ولكنها قد تستمر لعدة أشهر في بعض المرضى، وفي بعض الأحيان من دون التسبب في أي أعراض أخرى.
ولعلاج هذا المرض، ينبغي تجربة أنواع مختلفة من العلاجات الموضعية، التي يكون هدفها الوحيد مكافحة الحكة لكنها لا تقضي دائما عليها.
وإذا كانت العلاجات الموضعية غير كافية، فإن أطباء الجلد يستخدمون ترسانة أخرى من العلاجات لتهدئة الحكة، غير أن آثارها تختلف من مريض إلى آخر.
وفي حالات نادرة للغاية، يستمر مرض غروفر عدة عقود، ويشتد في الصيف أو عندما يدفأ الجلد كثيرا، ويبدو أن الحرارة والعرق والبشرة الجافة هي عوامل مشتركة لغالبية المرضى، لكن دورهم لا يزال غير محدد.
ويعد مرض غروفر طفحا جلديا حميدا تماما، ولا يؤثر على الأعضاء الأخرى من الجلد ولا يرتبط بأمراض أخرى.
ثانيا داء دارييه (Darier)
مرض دارييه هو مرض وراثي ينتقل في حالة إصابة أحد الوالدين به بنسبة 50% إلى أحد الأطفال، لكنه مرض نادر، وينتج هذا المرض عن طفرة تؤثر على أداء مضخة الكالسيوم في الشبكة الإندوبلازمية.
ويظهر هذا المرض عادة في مرحلة المراهقة، وثمة ظروف تفاقم أعراضه من بينها التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية والاحتكاك والحرارة والتعرق، وهو ما يتعلم المرضى بسرعة تجنبه إذ يحسون أنه يزيد من مضاعفة عدم ارتياحهم.
وتختلف درجة خطورة هذا المرض كثيرا من مريض إلى آخر وحتى داخل العائلة الواحدة، ويعتمد العلاج كثيرا على الوقاية من العوامل المسببة والمشجعة؛ أي لا شمس ولا تدفئة ولا احتكاك في جميع المناطق التي تظهر فيها أعراض الداء.
عندما تكون المناطق الموبوءة محدودة يمكن للكريمات المطرية التي تكون اليوريا إحدى مكوناتها الأساسية أن تجلب بعض الراحة، والواقع أن مشتقات فيتامين (أ) هي أكثر العلاجات فاعلية، وأفضلها هو حمض الريتينويك الذي يؤخذ عن طريق الفم، ويجب مراقبة آثاره الجانبية.
ثالثا مرض هيلي هيلي (Hailey-Hailey)
ويسمى أيضا الفقاع المزمن العائلي الحميد، وفي هذا المرض تظهر البثور في المناطق التي يترافق فيها العرق مع الاحتكاك، مثل الفخذ أو تجعد الركبة أو العجان أو الإبطين، ويؤثر على الرجال بقدر ما يؤثر على النساء بعد عمر الثلاثين.
وخلافا لأعراض مرض غروفر، تكون حويصلات هيلي مؤلمة، ويمكن أن تتشقق وتجعل الجلد عرضة للإصابة ببعض الالتهابات، ويمكن أن تتشكل بثور جديدة على نفس الموقع، مما يحدث منطقة مؤلمة وملتهبة بشكل واسع، وهناك أيضا خطر منخفض جدا من تشكل سرطان الخلايا الحرشفية على هذه المواقع التي ينبغي رصدها بانتظام.
يجب أن يكون العلاج أولا قادرا على القضاء على الآفات وتجفيف الجلد للسماح لها بالشفاء من خلال تشكيل خلايا سليمة، ويجب تخفيف الحكة لتجنب تفاقم المرض عن طريق الكشط وحمايتها من الاحتكاك، هذه هي أساسا العلاجات المحلية القائمة على الكورتيكوستيرويدات التي تستخدم مقترنة دائما تقريبا مع العلاجات الأخرى التي تهدف إلى تجفيف الجلد ولكن خاصة لتجنب الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية.
المصدر: الجزيرة نت