in

خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس…وتوعد محلي ودولي لمنتهكي الهدنة

بعد اتفاق الأطراف المتنازعة في طرابلس على وقف إطلاق النار في الاجتماع الأول الذي عقد بالزاوية في الرابع من سبتمبر الجاري، ومصادقتها عليه في اجتماعها الثاني في التاسع من الشهر ذاته، وتأكيد بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا على محاسبة منتهكي وقف إطلاق النار، ومساندة الاتحاد الأوروبي والدول الست الكبرى للبعثة، وتأكيدها ضرورة التزام الأطراف المختلفة بالاتفاق، وتهديدها لمخترقيه بردود، من بينها فرض عقوبات دولية ـ ها هي الاشتباكات المسلحة تعود من جديد، إذ اندلعت صباح الثلاثاء في مناطق طريق المطار ومشروع الهضبة، في خرق جديد للاتفاق.
هذا الخرق جاء عقب إنذار شديد وجهه المجتمع الدولي للمتورطين في انتهاك الاتفاق، الأمر الذي أثار التساؤلات عن جدية العقوبات التي توعّد بها المجتمع الدولي منتهكي الهدنة.
الأمم المتحدة تطالب بالالتزام البعثة الأممية
طالبت، الأربعاء، أطراف النزاع كافة بالالتزام بوقف إطلاق النار في طرابلس.
وأوضحت مديرة مكتب الإعلام بالبعثة الأممية لدى ليبيا سوسن غوشة، في تصريح للرائد، أن اتفاقات وقف إطلاق نار غالبا ما تعتريها خروق، مشيرة إلى أن البعثة تعمل ليل نهار لتثبيت وقف إطلاق النار في طرابلس.
المجتمع الدولي سيكتفي بإدارة الأزمة
الكاتب والصحفي علي بوزيد يرى أن المجتمع الدولي سيكتفي في هذه المرحلة بإدارة الأزمة من خلال البعثة الأممية ومبعوثها الخاص غسان سلامة.
وأضاف بوزيد، في تصريح للرائد، “سنرى، دون شك، عقوبات على قادة لمجموعات مسلحة، ولكني أرجح أن سلامة سيحاول، في هذه الآونة، إبقاء طرابلس في وضع مستقرّ، خاصة أن الرئاسي في حالة ارتباك وعجز، وتنقصه الفاعلية وسرعة التجاوب مع الأزمة”، حسب وصفه.
واستبعد بوزيد التدخل العسكري في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المباشر على الأرض، ورأى أنه قد يأخذ صورة تدخل من الجو في حال تأزم الأوضاع واضطرار المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين، لكن الأرجح لديه أن يدعم المجتمع الدولي قوات فض النزاع المشكّلة من المنطقتين الوسطى والغربية لإنهاء أي صراع وإيقاف الاشتباكات في العاصمة.
وفي الجانب السياسي، أضاف بوزيد أن سلامة سينتظر مؤتمر روما ليعدل في خطته وفق مخرجاته والمخرجات السابقة له بحسب الظروف التي ستجدّ حينها.
تهديدات جوفاء
الكاتب والمحلل السياسي‏ علاء فاروق، يرى أن البعثة الأممية تتعامل مع أحداث طرابلس بحالة من الترقب الشديد، لكن خطواتها وتهديداتها لا تزال جوفاء، ومجرد كلام حتى الآن.
وأشار فاروق، في تصريح للرائد، إلى أنه يبدو بعد تهديدات غسان سلامة الأخيرة وكشفه عن امتلاكه قائمة بأسماء قيادات عسكرية تحرض “الميليشيات” وتخترق الهدنة، ستأخذ البعثة منحى جديدا يتلخص في وضع هذه المجموعات المتصارعة في مواجهة مع مجلس الأمن والدول الكبرى.
وأضاف فاروق “قد نرى عقوبات دولية ومذكرات اعتقال أو اختطافا قد تقوم به قوات “المارينز” مثلما حدث مع “أبو ختالة” وغيره”.
وتساءل فاروق، في ختام حديثه، هل سترتدع هذه “الميليشيات” أم ستراهن على “جبن” المجتمع الدولي عن استهدافها؟.
خيار صعب
ومن جانب آخر، يرى الخبير العسكري سليمان بن صالح، أن المجتمع الدولي يواجه خیارًا صعبًا، وأن تنفیذ تهدیداته أمر يبدو غير سهل بتاتًا، وينطوي على الکثیر من التعقید؛ باعتبار أن أي تدخل باستخدام القوة ضد أي طرف من طرفي النزاع سیجعله طرفًا ثالثًا في الصراع اللیبي، وبذلك سیفقد حیادیته التي یحرص عليها.
وأضاف بن صالح، في تصريح للرائد، أن المجتمع الدولي ممثلًا في غسان سلامة لا یرغب في توریط الأمم المتحدة في صراع مسلح قد تعرف بدایته ولکنها لا تستطیع أن تحدد أو تضع موعدًا لنهایته.
ورأى بن صالح أن تهدیدات غسان سلامة الغرض منها التخویف فحسب، وإن اضطر إلى تنفیذها فلن يتجاوز الأمر أکثر من ضربة واحدة محدودة التأثیر لإظهار جدیة التهدید فقط.
وأثناء إعداد التقرير تجددت الاشتباكات مرة أخرى في العاصمة طرابلس مساء الأربعاء، ليطرح السؤال نفسه بقوة، وهو كيف ستتصرف البعثة الأممية والمجتمع الدولي الذَيْن لطالما حذرا من المساس بالمدنيين في العاصمة، تجاه هذه الخروقات المتكررة؟.

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

توافق ليبي إيطالي حول المؤتمر الدولي بشأن ليبيا في نوفمبر المقبل

حقائق عن الفيروسات