بعد أن رأى الليبيون في المجلس الرئاسي منقذا ومخلصا من الأزمات التي عصفت بالبلاد، قبل دخوله إلى طرابلس في مارس 2016، بتوافق من الأطراف الليبية، آنذاك، لإنهاء الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد.
الرئاسي الذي كان يُظنّ أنه سينقذ البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية أثبت فشله مرارا وتكرار في النهوض بالبلاد، والخروج بها من عنق الزجاجة، بل ازداد الوضع سوءا عمّا كان عليه قبل دخوله، خاصة فيما يتعلق بالملفين الأمني والاقتصادي.
فشل الرئاسي راجع إلى “عدم تنفيذه بنود الاتفاق السياسي والترتيبات الأمنية”
الناشط السياسي محمد صلاح قال، إن المجلس الرئاسي أخفق وفشل في الملفات كافة، لا سيما في الملفين الأمني والاقتصادي، فهو قد عجز عن إيقاف الاشتباكات التي تجري الآن في طرابلس أو إصدار أوامر تنهي ما يحصل جنوب العاصمة.
وأرجع صلاح، في تصريح للرائد، سبب فشل الرئاسي إلى عدم تنفيذه بنود الاتفاق السياسي والترتيبات الأمنية والاقتصادية المنصوص عليها فيه، وهذا تسبب في عدم تفرده بالقرار الذي صار في يد المجموعات التي تحميه، ولذلك فإنه لا يستطع الاستمرار في منصبه الآن، وعليه أن يترك الفرصة لتشكيل مجلس رئاسي جديد، حسب قوله.
انعدام النية الصادقة والرغبة الأكيدة لإنهاء الفوضى
من جانب آخر، رأى الخبير الأمني سليمان بن صالح، أن المجلس الرئاسي لم تكن له نية صادقة ولا رغبة أكيدة للتقدم خطوات إلى الأمام باتجاه تحقيق الأمن وإنهاء الفوضى الأمنية، حسب وصفه.
وأكد بن صالح للرائد، أن الرئاسي لم يكلف نفسه عناء اتخاذ أي إجراء لتنفيذ بنود اتفاق الصخیرات القاضية بإنهاء الاقتتال في كامل ربوع الوطن، وترك حفتر يفعل ما يحلو له في المنطقة الشرقية، وترك المليشيات القادمة من الخارج تعبث بأمن الجنوب، وكل ما اتخذه من إجراءات في هذا الشأن هو مجرد بيانات إدانة واستنكار، وفق تعبيره.
فشل اقتصادي ذريع
ورأى الأكاديمي في كلية الاقتصاد بجامعة مصراتة خالد الدلفاق، أن الرئاسي فشل فشلا ذريعا في إدارة اقتصاد البلاد، مؤكدا أنه يتظاهر بالوفاق مع المصرف المركزي، في حين أن الأمر عكس ذلك، وقد اتضح عدم التنسيق بينهما في أكثر من أزمة مرت بها ليبيا.
ورأى الدلفاق، في تصريح صحفي للرائد، أنه لا مخرج لليبيين من الوضع الراهن إلا الاستعانة بالأمم المتحدة، مشيرا إلى أن ليبيا بحاجة إلى رجل مخلص يوظف كل الطاقات الفاعلة لأجل ليبيا، حسب رأيه.
ويبقى إخفاق الرئاسي في تنفيذ الاتفاق السياسي أحد أهم أسباب فشله في حل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد، وتحوّل داعميه بالأمس إلى رافضين له اليوم.