لا تعتبر الحمى مرضا قائما بنفسه، إنما هي عرض أو دليل، على وجود حالة التهابية في الجسم؛ لذلك يرتبط علاج الحمى بمعرفة وعلاج أسبابها.
تترواح درجة حرارة الجسم الطبيعية ما بين 36 و38 درجة مئوية.
ولدى معظم الاشخاص، تكون درجة حرارة الجسم التي تقاس في الصباح أقل بنصف درجة مئوية من درجة حرارة الجسم التي تقاس في ساعات المساء. يتم تحديد درجة حرارة الجسم باستخدام ناظم الحرارة (thermostat) الموجود في الدماغ، والمواد الكيميائية المنطلقة من خلايا الدم البيضاء لدى حدوث الالتهاب، إذ تتغير درجة الحرارة التي حددها ناظم الحرارة.
أن الآلية الرئيسية التي تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم هي زيادة عمل العضلات، وفي الشكل الحاد من الحمى تظهر هنالك قشعريرة برد حقيقية. لا يؤدي الارتفاع البسيط في درجة الحرارة الى أي ضرر، ويدعي بعض الباحثين أنها تشمل آلية الدفاع عن الجسم من الإصابة بالعدوى. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة الجسم، أو الارتفاع الأقل حدة، لدى الاشخاص الذين يعانون من مرض قلبي أو مرض رئوي إلى حدوث ضرر، إذ تزيد من وتيرة عملية الأيض في الجسم. وينصح بخفض درجة حرارة الجسم عندما يؤدي ارتفاعها إلى حدوث ألم أو ضرر.
ما الذي يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
يحدث الارتفاع في درجة حرارة الجسم عندما يزداد عمل العضلات، بشكل عام، على أثر التغيير في ناظم الحرارة الموجود في الدماغ. وقد يؤدي ارتفاع درجة حرارة البيئة إلى أقصى حد الى ارتفاع درجة حرارة الجسم عن طريق امتصاص الحرارة من البيئة.
من جهة أخرى، يفقد الجسم من حرارته التي تنطلق إلى البيئة المحيطة، سواء عن طريق الانتقال المباشر للحرارة إلى البيئة أو عن طريق إطلاق الحرارة إلى خارج الجسم أو بواسطة التعرق.
ترتفع درجة حرارة الجسم، في معظم الحالات؛ بسبب حصول عدوى أو التهاب. ففي هذه الحالات، تنطلق مواد كيميائية من خلايا الدم البيضاء والمعروفة بالسيتوكينات (Cytokines) او الإنترلوكينات (interleukins) التي تؤدي في النهاية لحدوث تغيير في ناظم الحرارة.
إن أكثر الأسباب شيوعا للارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم هو مرض فيروسي معدٍ، أو مرض جرثومي. عمليا، قد تؤدي كل إصابة بالعدوى إلى حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
كذلك، قد تؤدي الأمراض الالتهابية غير المعدية مثل أمراض المفاصل، أمراض المناعة الذاتية والتهاب الأوعية الدموية، أيضا، إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. ومن بين الأسباب النادرة لحصول ارتفاع في درجة حرارة الجسم، أيضا، الأورام المختلفة وضربة الحرارة (heat stroke). لا يمكن، عادة، تشخيص نوع المرض بشكل دقيق حسب ارتفاع الحرارة وتحديد خصائصه، ولكن بإمكان الطبيب الماهر معرفة مسبب الحمى وفقا لقصة المرض والفحص الجسدي للتفكير في علاج الحمى، بحيث يتم استخدام فحوصات المختبر من أجل تأكيد التشخيص أو نفيه.
علاج الحمى:
المشكلة الأكثر صعوبة في أمراض الحمى تكمن في مدى القدرة على التمييز بين وضع بسيط وسهل يزول من تلقاء نفسه، مثل المرض الفيروسي الذي يصيب المسالك التنفسية العليا أو أمراض الأطفال، وبين مرض خطير يتطلب علاجا خاصا.
معظم الأمراض المعدية التي يكون سببها الفيروسات (عدوى المسالك التنفسية العليا، الزكام، عدوى المسالك الهضمية وأمراض الأطفال) تزول من تلقاء نفسها خلال عدة أيام، وليس هنالك علاج خاص وناجع ضد الجزء الأكبر من هذه الأمراض.
يمكن استخدام مضادات الحمى (أدوية لخفض درجة حرارة الجسم) في هذه الحالات (مثل الباراسيتامول – paracetamol، الديبيرون – dipyrone او الاسبرين – aspirin) إذا كانت درجة حرارة الجسم مرتفعة بشكل خاص وتسبب ألما أو ضررا.
ولا ينصح باستخدام الاسبرين للأطفال دون سن الـ 13 عاما، وخاصة أثناء النزلة الوافدة أو الحماق (chickenpox)، حيث يزداد خطر نشوء متلازمة راي (Reye’s syndrome)- المتلازمة الخاصة باضطراب الكبد والدماغ.
إضافة إلى الحمى، هنالك أعراض أخرى تصاحب غالبية الأمراض الجرثومية، مثل: آلام العضلات، الضعف، الشعور بالبرد، التعرق، آلام طفيفة في الحلق، مخاط الأنف وغيرها. في غالبية الحالات التي لا ترتفع فيها درجة الحرارة إلى أكثر من 38،5 درجة مئوية، والتي تصاحبها هذه الأعراض، يمكن استخدام أدوية خافضة للحرارة لا تحتاج إلى وصفات طبية. الأدوية الأكثر شيوعا التي تستخدم لخفض درجة حرارة الجسم هي: الباراسيتامول، الديبيرون والاسبرين.
تم إجراء العديد من الأبحاث التي لم تتوصل إلى الكشف عن إيجابيات، أو سلبيات، خاصة ومميزة لأي من هذه الأدوية. بشكل عام، ينصح باستخدام الباراسيتامول الذي يلائم الأطفال الصغار، أيضا.
متى يجب التوجه إلى الطبيب؟
يجب التوجه إلى الطبيب عندما تؤدي الحمى بنفسها إلى حدوث ضرر ما، على سبيل المثال، لدى المسنين، أو لدى المرضى الذين يعانون من مرض قلبي أو رئوي وعندما يكون هنالك خطر بحيث يتعلق الأمر بمرض جدي أو خطير يحتاج إلى علاج محدد.
ينصح بالتوجه إلى الطبيب من أجل علاج الحمى في الحالات التالية:
- الحمى لدى الأطفال الصغار في سن شهرين.
- الحمى لدى المسنين في سن 70 عاما وما فوق.
- الحمى لدى شخص مصاب بمرض قلبي أو بمرض رئوي مزمن.
- الحمى المصحوبة بالسعال وآلام الصدر وإفراز البلغم.
- الحمى المصحوبة بآلام الرأس الشديدة والمصحوبة بغثيان أو قيء أو آلام في العينين.
- الحمى المصحوبة بآلام في الحلق والتي تعيق عملية البلع.
المصدر : ويب طب