فجأة طالب الأمن المركزي أبو سليم نازحي تاورغاء بطريق المطار إخلاء المخيم؛ لورود تقارير أمنية، ومحاضر في مراكز الشرطة، دون سابق إنذار أو إخطار، فالمخيم الذي يقطنه المئات هو رابع أربعة مخيمات لنازحي تاورغاء بمدينة طرابلس، استيقظ أهله صباح الجمعة على صوت الجرافات صحبة الأجهزة الأمنية لإخلاء المخيم ليهدم بعد ذلك.
التجاوزات تحدث في كل ليبيا
رئيس مجلس تاورغاء المحلي عبد الرحمن الشكشاك أوضح أن التجاوزات التي ذكرها المجلس البلدي أبو سليم تحدث في كل مكان في ليبيا، وليس في مخيم تاورغاء فقط.
وأضاف الشكشاك في تصريح للرائد، إن بعض العائلات النازحة عادت إلى مدينة تاورغاء، في حين اضطر عدد آخر إلى تأجير مسكن آخر في جهات متفرقة أو الذهاب إلى مخيم آخر، مؤكدا أن المدينة ستشرع غدا الأحد في حفر آبار للمياه، واستمرار عمل بعض الشركات واللجان، كلجنة الكشف عن الألغام ومخلفات الحرب.
ولفت الشكشاك إلى أن مدينة تاورغاء في انتظار أن يعيّن الرئاسي رئيسا لهيئة المفقودين والشهداء، مستنكرا عدم صدور أي ردود أفعال تجاه الأحداث الجارية التي طالت مهجري تاورغاء.
ملف المفقودين يصعب العودة
من جهته قال وزير شؤون المهجرين، يوسف جلالة، إن أبرز ما يصعّب عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم هو عدم تعيين رئيس لملف المفقودين والجرحى حتى الآن.
وأكد جلالة، في تصريح للرائد، الوزارة بصدد تهيئة موقع سكني في مدينة تاورغاء لإيواء نازحي المدينة الذين أخلوا مخيمهم في طريق المطار بطرابلس، موضحًا أن العمل داخل المدينة يسير ببطء.
أبو سليم يوضح
أوضح مجلس أبوسليم البلدي، أن ما قام به الأمن المركزي في البلدية من إخلاء لمخيم نازحي تاورغاء في طريق المطار بطرابلس، كان أمرًا اضطراريًّا وضروريًّا، مبينا أن عملية الإخلاء جرت وفق الإجراءات القانونية، بعد ورود تقارير أمنية، ومحاضر في مراكز الشرطة، وتقارير لمختاري المحلات، ومناشدة من سكان البلدية المحيطين بالموقع.
وأضاف بلدي أبوسليم في بيان له، أن التدخل كان لا بد أن يحدث بشكل عاجل؛ للحد من تلك الأعمال التي تهدد الأمن داخل البلدية خاصة، والعاصمة عامة، في ظل رفض المطلوبين الانصياع لإجراءات التحقيق والضبط، محمّلا أجهزة الدولة المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق عودة أهالي تاورغاء إلى ديارهم، ومسؤولية التأخر في تهيئة المدينة وتوفير الخدمات الأساسية لها.
إدانات واسعة
أدانت مؤسسات دولية وحقوقية ما حدث لنازحي مخيم تاورغاء بطريق المطار، حيث وصفت البعثة الأممية في ليبيا ذلك بـ “الإجلاء القسري” مؤكدة أن” تهديم المساكن والناس نيام، وإجبارهم على الفرار، وتركهم بلا مأوى”، يمثل “انتهاكا لكرامتهم وحقهم في الحماية” التي ينص عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما استنكرت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا “الإجلاء القسري” لعائلات تاورغاء من مخيمهم في طرابلس، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية ما حدث في مخيم تاورغاء هو عقاب جماعي للنازحين في المخيم، مطالبة بحماية سكان المخيم وضمان الإفراج عن المحتجزين، وداعية السلطات الليبية التدخل لمنع إجلاء الأشخاص من المخيم بالقوة.
وما زالت أزمة تاورغاء لم تحل حتى بعد إبرام اتفاق المصالحة مع مدينة مصراتة القاضي بعودة النازحين إلى ديارهم.